الرضا بالله رباً يلزمك أن ترضى بأحكامه الشرعية، فترضى بأوامره ممتثلاً، وترضى بنواهيه مجتنباً، وترضى بأقداره المؤلمة، فترضى بكل نعمة ومصيبة، وكل منع وعطاء، وشدة ورخاء، ترضى عنه سبحانه إذا عافاك وشافاك، ومن كل بلاء حسن أبلاك، وترضى عنه إذا أمرضك وأسقمك، وترضى عنه إذا وضعك في السجن وحيداً فريداً، ترضى عنه إذا أغناك وحباك، وترضى عنه إذا أفقرك وأعدمك؛ لأنه سبحانه يحب أن يرضى عنه، فهو حكيم لا يشك في حسن وصلاح قضائه، وهو مدبر لا يتهم في جميل تدبيره، وهو يختار الأجمل والأكمل والأفضل لعبده، فلا يعارض اختياره بكره، ولا يصادم تقديره برفض، ولا يجابه فعله برد.
ويقبح من سواك الفعل عندي وتفعله فيحسن منك ذاك
والرضا باب اليقين الأكبر، وبستان العبودية الأخضر، وهو مستنزل الرحمة، ومستدر الزيادة، ومستوجب الرضا منه: ((رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ)). والرضا مطردة للهموم والغموم، مذهبة للأحزان، وهو علاج التردد والحيرة والاضطراب؛ لأنه التسليم بالحكمة، والتصديق بالشرع، والركون إلى اللطف والاطمئنان لحسن الاختيار، من دخل بيت الرضا فهو آمن، ومن استقبل كعبته فهو مخبت، ومن صلى في محراب الرضا فهو حليم أواه منيب.
الدكتور عائض القرني
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حبيبتي
جزاكيـــ الله كل خير
وتقبلي مروري ياعـــســلــ
أختك/راعــــيتها