إهداء :
لكُل أولئك الذين أرهقتهم مصيبة ، فجعلوها سرية ً استخارة ً .
لكل أولئك الذين فضلوا الإستعانه بالله ولا أحدٍ سواه .
لأولئك المخلصين سرا ً .
وَ لها في آخر المطاف .
لكُل أولئك الذين أرهقتهم مصيبة ، فجعلوها سرية ً استخارة ً .
لكل أولئك الذين فضلوا الإستعانه بالله ولا أحدٍ سواه .
لأولئك المخلصين سرا ً .
وَ لها في آخر المطاف .
في ظل الاحتقان الحالي تود لو أنك تنعزل لوحدك وأن تنظر بعين واسعة لكل الأوضاع المحيطة بك من ثقب يبعد عشرات الأمتار عن دائرتها تلك و أن تصرخ : كفاكم .
تود لو أن تبكي بصوت مسموع أمام أولئك الذين اضطهدوك أمناً وأماناً ، أن ترفع قضية مسموعة بوجه أولئك الذين زعزعوك ، وجعلوك تفقد شيئا ً من الصعب اكتسابه بالممارسة أمام كم هائل من المكتسبات ، شيئا ً من الصعب أن تعيده لك الوعود المتجددة ، شيء من الصعب أن يعيده لك صبر مُفتعل .
تود لو أن تنقل ضمير كُل من تسبب في إيذائك بتصنيف ما وتجعله في ذات الحدث ليعاصر بهذا النقل ما عاصرت ، نقل بدافع انتقامي ، أو بدافع أنساني ، لا يهم .. المهم أن يخرج من تلك المصيبة بذات الإرهاق النفسي ، ليزيل كُل الصفات التي الصقها يوما ً بك اعتذاراً ، وأن يأخذ عهداً على نفسه أن لا يعير الملامح بالاً مهما حدث وأن لا يلصق بها صفة ً مهما حصل ، حتى لو اضطر إلى أن يعطي : انطباع أولي .
قبيل فترة أُسندت إلي مهمة تصنيف المشكلات في أحد المراكز ، مهمتي كانت تصنيف المشكلات البريدية ، ولمّا قبلت بهذه المهمة البسيطة لمّ أكن أعيّ جيداً شمولية معنى ( ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ) .
كانت المشاكل مُؤلمة جداً حد انعدام مشاكلي أمامها ، محزنة حد تأثيرها علي سلباً ، مبكية حد زيادة مشاكل عيناي .
يالله أي مُشكلة هذه التي تجعلك تحتضن بريدك وتجبرك ألما ً أن تواصل البكاء لثلاث أيام وأنت تقرأ فقط رسالة مسرودة بدقة بعيداً عن البلاغة اللفظية ، رسالة فيها الكثير من الاضطهاد النفسي وَ الجسدي ، لشخص كنت تمقته لشدة سكونه ، لم أكن أعي كيف أن المصائب العظيمة تستطيع وبجدارة أن تخبئ وراءها ملامح شخصها الحقيقي وتكسوه إجبارا ملامح لطالما توجس منها ، وَ تقيده بمصاحبة أُناس على شاكلته حيث لا مجال للفرار من وطأة تأثيرها .
يالله كيف لشخص يتعرض كُل يوم لأسوء أنواع التعذيب ، وتجده بالمقابل يكابد لأن يظهر بطريقة طبيعية أمام الملأ لكي لا يضطر يوما ً إلى أن يفرغ كُل ما به لأشخاص قد ينقلوا مشكلته بطريقة أقل رحمة ً و أقل احتراماً .
يالله كم مره من المرات جرحنا شعور المار غيبة ً وتفاجئنا بأن كُل ما كُنا نتناقله خفية ً ما كان إلا مرغما ً على فعله ، كيف لرجل أن يكون حسن المعاشرة وهو يحبس في داخله مصائب مدوية لا أحد يعلم عنها شيئا ً ، كيف لامرأة يومياً تتعرض لشتى أنواع الاعتداءات ليلا ً وَ يتطلب منها في الصباح الباكر أن تكون أكثر تهذيبا ً و أقل بؤسا ً .
آخر الحديث :
( أما إذا دعتك مصيبتك السرية لموعد تذكير فلا تهرب للنوم ، بل استفرد بالصلاة !
فالصلاة خير من النوم ، الصلاة خير من البكاء ، الصلاة خير من الدنيا وما فيها )
( أما إذا دعتك مصيبتك السرية لموعد تذكير فلا تهرب للنوم ، بل استفرد بالصلاة !
فالصلاة خير من النوم ، الصلاة خير من البكاء ، الصلاة خير من الدنيا وما فيها )
موضوع رائع بارك الله فيك وفي نقلك
أثابك الرحمن
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك
ربي يجزاك الف خير
موضوع رااااااااااااااائع
جزاكِ الله خيراً