تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » تفسير سورة العصر

تفسير سورة العصر 2024.

الحمد لله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد، والصلاة والسلام على سيدنا وحبيبنا وعظيمنا وقرّة أعيننا أحمد بعثه الله رحمة للعالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى كل رسول أرسله.

اعلموا أن الله تعالى يقول في القرءان الكريم: والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين ءامنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر.

أيها الأحبة الكرام لقد كان من عادة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا التقوا أن يقرأ بعضهم هذه السورة وذلك لأن هذه السورة جامعة لما يكون به العبد ناجيًا مفلحًا في الآخرة.

فأول خصلة ذكرت فيها هي خصلة الإيمان لأنه لا نجاة في الآخرة بدونه مهما فعل الإنسان.

وأما الخصلة الثانية فهي عمل الصالحات الذي هو عبارة عن أداء ما افترض الله تعالى على عباده من الأعمال.

أما الخصلة الثالثة إخوة الإيمان، فهي قوله تعالى: وتواصوا بالحق أي نصح بعضهم بعضًا بالإرشاد إلى عمل الخير والبر.

ثم ذكر الخصلة الرابعة بقوله: وتواصوا بالصبر وذلك بمعنى التناهي عن المنكر لأن الصبر إذا أطلق يكون شاملاً للصبر على الطاعات وللصبر عن المعاصي وللصبر على البلايا والشدائد والمشقات وهذا حال من اختارهم الله تعالى من المؤمنين بأن يكونوا من أحبابه وأصفيائه.

فأقل أحوال المسلم أن يكون مؤمنًا بالله ورسوله مجتنبًا للكفر، أما الزيادة على ذلك بالعمل بهذه الخصال المذكورة في هذه السورة، فهذا شعار الصالحين المفلحين الناجين يوم القيامة من الخزي والعذاب، وقد عظم الله تبارك وتعالى شأن التناصح والتواصي بالخير فقال تعالى في الحديث القدسي: "وحقت محبتي على المتناصحين فيّ".

وذلك لأن من شأن المؤمن الذي يحب أخاه المؤمن أن ينصحه ويدله على عمل الخير لا أن يداهنه ويغشه والمداهنة هي تحسين الباطل، فينبغي للمؤمن الذي يحب أخاه المؤمن أن تكون معاملته له معاملةً صافية في دين الله لا يخالطها غشٌ ولا مداهنة. ويكون الجامع الذي يجمع بينهم هو التعاون في مرضاة الله ليس همهم التعاون للوصول إلى مطمع دنيوي، لذلك لا يكتم بعضهم بعضًا ما فيه النصح لهم بل يخلص بعضهم لبعض النصح لأن الانسان إذا كان همه مرضاة الله يكون محل نظره إرضاء الله.

وليعلم أيها الأحبة أن النصيحة ينبغي أن تكون بالرفق واللين فقد قال عليه الصلاة والسلام ”إن الله يعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف“ وقال أيضًا: "إن الله يحب الرفق في الأمر كله" رواه مسلم.

وتكون النصيحة أيضًا بحيث لا تحصل الفضيحة فيها أمام الناس بل ننصحه ولو بالإشارة إن كانت تكفي فالمسلم الذي يفعل ما يعاب عليه فيه ينبغي أن نستر عليه فقد قال عليه الصلاة والسلام: ”ومن ستر مسلمًا ستره الله في الدنيا والآخرة“.

فإذا رأينا من مسلم عيبًا أو رأيناه هفا هفوة فينبغي أن نستر عليه ولا نفضحه وهذا فيما إذا كانت العيوب لا تعلق لها بالإضرار بالناس أما ما فيه إضرار بالناس في دينهم أو دنياهم فيجب التحذير منه.

وليعلم أيضًا أنه من الخطأ الكبير ما يفعله بعض الناس من أنهم إذا رأوا إنسانًا أخطأ في أمر ديني كأن كان يصلي صلاةً فاسدةً أو يصوم صيامًا فاسدًا أو يعمل عملاً ءاخر لم تكتمل شروطه وأركانه، نراهم يدافعون عنه بقولهم: ”إنما الأعمال بالنيات“. فهذا الحديث النبوي الشريف ليس هذا محله لأن النبي عليه الصلاة والسلام بين أهمية القيام بفرائض الله تعالى على الوجه الكامل ليس بأن يترك الشخص على جهله ثم يحاسب على نيته، بل لقد ورد أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان في المسجد فدخل رجل فصلى ثم جلس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له عليه الصلاة والسلام: ”قم فصلّ فإنك لم تصل“، فأعاد الرجل الصلاة ثم جلس إلى النبيّ عليه الصلاة والسلام فقال له: ”قم فصل فإنك لم تصل“ فأعاد الصلاة ثم جلس فقال له: ”قم فصل فإنك لم تصل“ فقال الرجل: ”يا رسول الله لا أعرف غير هذا“، فعلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم كيفية الصلاة على الوجه الصحيح ولم يتركه.

وكذلك فقد روى ابن حبان في صحيحه أن رجلاً كان يقرأ القرءان ويُلْحن (أي يخطىء في قراءته) فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ”أرشدوا أخاكم“ أي علموه القراءة الصحيحة. ما قال اتركوه هو ونيته بل أمر الصحابة بأن يعلموه.

ثم البلية العظمى والآفة الكبرى أن بعض الناس يوردون حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات) في الدفاع عمن نطق بكلمة الكفر وهذا خروج عن دين الله ورضىً بالكفر، لأن الحديث ليس معناه اعملوا الشر سبوا الله وسبوا الأنبياء واعملوا ما شئتم من الذنوب والمعاصي ليس عليكم ضرر طالما نيتكم حسنة، بل معناه أن الإنسان إذا أراد القيام بالأعمال الصالحة كالصلاة والصيام والزكاة والحج والوضوء وغير ذلك من الأعمال التي أمر الله عباده بها فإن أعماله هذه لا تكون معتبرةً إلا بالنية، لا تكون مقبولةً إلا بالنية.

وقد قال عليه الصلاة والسلام فيما رواه ابن حبان ”رب قائم ليس له من قيامه إلا السهر ورب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش“.

الاخ الفاضل عبدالرحمن
عضو مبدع

اشكرك على هذا النقل الطيب واثابك المولى عزوجل==اخوك=asa


هلا اخي العزيز asa ..

بارك الله فيك و جزاك الله خير على تواصلك ..

ما شاء الله تبارك الله موضوع رائع ، سبحان الله آيات وتفيرها رائع .. أسأل الله أن نكون من الذين تواصوا بالصبر وتواصوا بالحق
بارك الله فيك وننتظر المزيد من المشاركات
عروس

مرحبـــــــــــــــــــــــــــبا اختي طيبة القلب ..

ستر الله عليكي في الدنيا والآخرة ..

بارك الله فيك
وجعله في موازين عملك الصالح ان شاء الله
تحياتي
جزاك الله كل الخير يا أخ عبد الرحمن ….. وشكرا على جهدك وتذكرتك لعل الذكرى تنفع المؤمنين …… و جعلها الله في ميزان أعمالك وغفر الله لك ولنا أجمعين …. آمين يارب العالمين
مرحبـــــــــــــــــــــــــــبا اختي ريانة العود2002 و وردة وبس ..

ستر الله عليكين في الدنيا والآخرة ..

السلام عليكم
مشكور يااخى وجزاك الله خيرا

و عليكم السلام اختي رهف محمد ..

ستر الله عليكي في الدنيا والآخرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.