تعرف السمنة بالتجمّع الفائض لدهون الجسم الذي من شأنه أن يعرض صحة الإنسان للخطر. و يحدث هذا التجمع عندما يفوق معدل استمداد الطاقة (على شكل الطعام) معدل صرفها (على شكل الأيض و النشاط الجسدي).
وتشير المعلومات حول العالم إلى تزايد نسبة الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة بين السنوات العشر والخمسة عشرة الأخيرة. ولوحظ في البلدان حيث تتوفر المعلومات أن الرجال أكثر عرضة لزيادة الوزن (معامل كتلة الجسم 25 – 29.9)، في حين أن النساء يشكّلن أغلبية المصابين بالسمنة المفرطة (معامل كتلة الجسم يفوق 30).
الأسباب المؤدية للمرض وعوامل الخطر
غالبا ما يكسب الناس وزنا زائدا لأنهم يحصلون على سعرات حرارية (من الطعام) أكثر من حاجتهم للقيام بالأنشطة اليومية. أما السعرات الحرارية الفائضة فيخزنها الجسم على شكل دهون. والى جانب الإفراط في تناول الطعام وفقدان النشاط الجسدي، هناك عوامل أخرى قد تزيد من خطر الإصابة بالسمنة مثل التركيبة الجينية والبيئة والحالة الاقتصادية. يلعب استهلاك الطعام الغني بالدهون والسعرات الحرارية دورا هاما في زيادة الوزن.
تعتبر الدهون عاملا مهمّا في الحمية الغذائية السليمة، إلا أن استهلاك الدهون المفرط يساهم في زيادة الوزن إلى حد كبير، كون الدهون تعطي ضعفي عدد السعرات الحرارية لكل غرام من الوزن مقارنة مع البروتينات والكربوهيدرات. لذلك، يعتبر تقليص معدل الدهون في الطعام عاملاً مساهماً لإنقاص الوزن.
توضح الأدلة والبراهين أن "مؤشر الشبع" لدى الأشخاص الذين يعانون من الوزن المفرط قد لا يعمل بطريقة سليمة. بعبارة أخرى، لا يشعر هؤلاء الأشخاص عندما يتناولون الطعام "بالاكتفاء". ويؤدي هذا بالتالي إلى الإفراط في تناول الطعام وكسب الوزن. يعتقد الباحثون أيضا أن ارتفاع معدل الهرمون "لبتين" Leptin قد يسبب زيادة وزن بعض الأشخاص.
أما الخبر السار فهو أن إنقاص الوزن قد تقلص خطر الإصابة بهذه العوارض الصحية وغيرها. في الواقع، تعتبر السمنة المفرطة السبب الثاني للوفاة حول العالم بعد التدخين الذي يحتل المرتبة الأولى.
ُثبت أن الوزن المفرط يساهم في زيادة خطر الإصابة بالكثير من المشاكل الصحية، على غرار ارتفاع ضغط الدم ونسبة الكولسترول والإصابة بأمراض القلب والسكري والسرطان وداء المفاصل وضيق التنفس أثناء النوم ومشاكل الخصوبة، إضافة إلى الاكتئاب وفقدان الثقة بالنفس وغيرها من المشاكل النفسية.
التشخيص والفحص
معامل كتلة الجسم (BMI)
إن مقياس السمنة الأكثر استعمالا هو معامل كتلة الجسم (BMI). ويتم قياسه عبر قسم وزن الجسم بالكيلو غرام على تربيع الطول (كيلو غرام / متر مربع). هذه القيمة لا تعتمد على العمر أو الجنس. لكن هناك بعض الحالات التي لا يمكن استخدام هذا المقياس فيها وتضمّ:
*الأطفال (في طور النمو)
*الحوامل
*الأشخاص المفتولين العضلات مثل الرياضيين
باستخدام مقياس BMI، عمدت السلطات الصحية المحلية والدولية إلى وضع معايير ثابتة لتصنيف الأشخاص العاديين الوزن والسمينين والمفرطي السمنة.
الفئة معامل كتلة الجسم BMI
نقص في الوزن دون 20
الوزن العادي 20.0 – 24.9
زيادة الوزن 25.0 – 29.9
السمنة 30.0 – 39.9
السمنة الشديدة 40 وما فوق
*محيط الخصر:
صحيح أن كمية الدهن الإجمالية في الجسم مهمة، لكن من الضروري معرفة أين يتمركز الدهون في الجسم. إن الدهن المتراكم في منطقة البطن يشكل عامل خطورة صحية أكثر من الدهن المتراكم في الفخذين أو في مناطق أخرى من الجسم. أحد المقاييس البسيطة والذي يعتبر مؤشر دقيق للخطر الصحي هو محيط الخصر. وتجدر الإشارة إلى أن خطر الأمراض المرتبطة بمحيط الخصر يختلف بين السكان والمجموعات الاثنية. على سبيل المثال: أن سمنة البطن أقل ارتباطا بخطر الإصابة بالأمراض القلبية لدى المرأة السوداء منه لدى المرأة البيضاء. لذلك، ينبغي وضع معايير ترتبط بالسكان والجنس لهذا القياس.
يشير الجدول أدناه إلى الخطورة الصحية المتزايدة لعينة عشوائية من 2183 رجلا و 2698 امرأة تتراوح أعمارهم بين 20 و 59 عاما في هولندا (1996).
الخطورة الصحية (أمراض أيضية) المرتبطة بمحيط الخصر:
خطورة متزايدة خطورة متزايدة كبيرة
رجال أكثر من 94 سم أكثر من 102 سم
نساء أكثر من 80 سم أكثر من 88 سم
المعالجة
أكثر علاجيين استعمالا هما الحمية الغذائية القليلة السعرات الحرارية والنشاط الجسدي المناسب، أو الحمية الغذائية القليلة السعرات الحرارية والنشاط الجسدي المناسب إلى جانب دواء يصفه الطبيب. ومن أهم الوسائل لخفض الوزن بطريقة ناجحة، وضع أهداف واقعية يمكن تحقيقها. تشير الدراسات إلى انه إذا كان المرء يعاني من الوزن المفرط، فان نقصان 5% إلى 10% من الوزن قد تعود بالفائدة الكبيرة على صحة الجسم. لذلك، فنقصان 5% إلى 10% من الوزن تعتبر هدفا أوليا جيدا.
أسئلة شائعة
ما هي الأسباب الأخرى للسمنة؟
إلى جانب العامل الوراثي، نذكر بعض الأمور التي قد تسبب السمنة المفرطة:
*عدم اتباع غذاء متوازن.
*قلة النشاط الجسدي.
يؤدى عدم اتباع غذاء متوازن إلى الوزن المفرط. ويعتبر تناول الكثير من الطعام السريع الذي يحتوي على نسبة عالية من الدهون، عادة غذائية سيئة. وتؤدي قلة الحركة الجسدية إلى زيادة الوزن. ينبغي أن يتذكر المرء دائما انه في حال لم يحرق السعرات الحرارية عبر الأنشطة التي يقوم بها يوميا، سوف تتخذن في الجسم على شكل دهون. أما الخبر السار فهو أن النشاط الجسدي المعتدل وغير المضني من شأنه أن يقلّل من خطر الإصابة بالكثير من الأمراض الخطرة.
هل تؤدي السمنة إلى مشاكل صحية خطرة أخرى؟
نعم، يمكن أن يحدث ذلك. تشير عدة دراسات إلى أن زيادة الوزن تكثر من خطر الإصابة بمشاكل صحية كمشاكل التنفس والخلل في النوم وآلام المفاصل وبعض أنواع السرطانات. وتظهر البحوث أن حوالي 70% من الناس الذين يعانون من زيادة الوزن يصابون بأحد هذه الأمراض على الأقل. كما ترتبط السمنة المفرطة بالمشاكل النفسية كفقدان احترام الذات والوحدة والاكتئاب والأكل المفرط أو binge eating (تناول أكثر من ضعفيّ الكمية العادية من الطعام في وقت قصير بدون الشعور بالقدرة على ضبط النفس).
ما هو الوزن المفترض خسارته؟
يعتمد الوزن المفقود على مدى تقيّد المرء بالحمية الغذائية القليلة السعرات الحرارية (ليس أكثر من 30% من السعرات الحرارية من الدهون) وبمعدل مناسب من النشاط الجسدي، إلى جانب الالتزام بتناول الدواء في حال تمّ وصفه. تشير الكثير من الدراسات إلى أن خسارة الوزن بسرعة كبيرة يتبعها استرجاع الوزن. كما أن خسارة الوزن بشكل سريع تترافق مع تزايد خطر الإصابة بحصى المرارة وربما خلل في كمية الأملاح بالجسم. بعد خسارة الوزن بشكل ناجح، يجب الاستمرار في اتباع حمية غذائية قليلة السعرات الحرارية والنشاط الجسدي والعلاج السلوكي، الذي من شأنه أن يحافظ على خسارة الوزن وعدم استرجاعه. لذلك من المهم معاملة موضوع نقصان الوزن كهدف طويل الأمد – أي تغير صحي في نمط الحياة – بدلاً من معاملته كهدف قصير الأمد.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تسلمين على المشاركة الرائعة
ربي يعطيكِ ألف عافية … ويزيدكِ من علمه
لا تحرمينا من جديدكِ
تقبلي تحياتي
ام عدول
من الذين لايحافظون على أكلهم بشكل صحي .
تقبلي تحياتي أختك في الله
جـرح الغدر
النقل :clap::clap:
اشكرك اختي الغالية
على مشاركتك القيمة
جزاك الله كل خير وبارك الله فيك
تحيتي لك