توفي شاب في مقتبل العمر من قرابة أسبوع من الآن بمرض عضال . مرض الكل يعرفة بانه لا علاج له أجارنا الله منه وجميع امة محمد أمين .
هذا الشاب كان يمارس الرذائل التي حرمها الله سبحانة وتعالي ونتيجة لذلك اصيب بذلك المرض الخبيث ولكنة من قرابة السنةتاب هذا الشاب والتزم بصلاته وصومه حتى انه قبل أن يتوفى بأسبوع كان يحضر الإجراءات للذهاب للعمرة وكتب وصيته بأن جميع امواله تذهب للصدقات .
1- السؤال هنا هل تقبل توبته؟
2- وهل إذا حج عنه أحد افراد اسرته تصله أجر هذه الحجة؟
3- وهل يصح بأن احد افراد أسرته يشيع بأن الله لن يقبل توبتة بحجة أنه تاب بعد ان عرف بهذا المرض؟
4- وهل إذا قام احد أفراد اسرته بالدعاء له يصله أجر هذا الدعاء؟
وفي الختام استسموحني عذرا للأطالة ولكن كل كلمة سوف تصدر منكم ستبرد قلب امه واخواته.
وأرجو عدم التأخير بالرد على اسئلتي ولكم جزيل الشكر
السلام عليكم ورحمة الله
الإجابة على أسئلتك كما يلي:
1ـ التوبة صحيحة ومقبولة بإذن الله تعالى.
2ـ نعم يصل أجر الحجة إليه.
3ـ لايجوز أن يتقوّل أحدٌ ذلك لما رُويَ عن أبي هريرة
رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله
تعالى عليه وآله وسلم (قال رجلٌ والله لايغفر الله لفلان
فقال الله من ذا الذي يتألى عليّ. لقد غفرت له وأحبطت
عملك) قال أبو هريرة تكلم بكلمة أوبقت دنياه وآخرته
4ـ جميع الأعمال الصالحة تصل إليه.
تنبيه: بالنسبة للوصية فإنها لاتنفذ إلا في الثلث فقط
إلا إذا رضي جميع الورثة بتنفيذها كاملة.
والله أعلم وأحكم
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم
ابــ داحم ــو
الحين راح اعمل نسخ لجوابك وراح اطمن امه بهذا الجواب الشافي وأنا نصحتها وخبرتها بكل اللي قلته لكن تعرف قلب الأم الحزينه .
مع انتظار ردود الأخوة والأخوات اللي أكيد مراح يقصرو بالرد
ومثل ما قال علية أفضل الصلاة والسلام الكلمة الطيبة صدقة.
فأتمنى محد يبخل برده لأنه كله بميزان حسناتكم.
هذا ولكم الشكر
أختي الفاضلة ..
لقد أجاب الفاضل أبو داحم على جميع أسئلتك المذكورة ..
وأحب أن أضيف هذه الفتاوى للأستاذ الدكتور محمد رواس قلعه جي ..
أستاذ في كلية الدراسات العليا في جامعة الكويت في الفقه الإسلامي ..
وجوابه هو الآتي ..
أولا ..
مسألة قبول توبته ..
فإن التوبة هي الندم على فعل الذنب وعقد العزم على أن لا يعود ، والتوجه إلى الله طلبا للمغفرة ..
وشروطها ..
1- الإقلاع عن الذنب حالا امتثالا لأمر الله لا خوفا من مخلوق ..
2- الندم على فعل الذنب الذي فعله لأنه معصية لا لأنه يضره أو يسيء إلى سمعته .
3- العزم على عدم العودة إلى الذنب ، وإن عاد فلا تنتقض تلك التوبة الأولى ..
بل يجب عليه توبة جديدة لاقترافه المعصية مرة أخرى ..
4- رد المظالم إلى أهلها إن عرفهم ، فإن كان ضره أكبره من نفعه تركه ..
وبما أن هذا الشاب قد عاد وتاب وترك ما كان عليه من الذنوب فسيقبل الله توبته ..
فحكم التوبة في الأصل أنها واجبة على كل أحد من المسلمين ..
ولا يستغني عنها أحد أبدا ..
وقد سهّل الله تعالى التوبة ويتضح ذلك بعدة أمور مثل ..
1- أن الله يقبل توبة العبد من ذنب ما وهو مصر على غيره ..
أي أن قبول التوبة من الذنب المعين منفصل عن وقوعه في ذنب آخر غيره ..
كمن يتوب عن الزنا ويبقي في تعاملاته يغش الناس في بيعه أو شرائه ..
فهناك فصل بينهما وهذا يؤكد أن أمر التوبة سهل وميسر في شريعتنا ولله الحمد والمنة ..
2- أن الله يقبل توبة المذنب من الذنب قبل صلاح العمل ..
فإن تاب رجل من الزنا مثلا فإن الله إن رآى منه الصدق والعزم فسيقبل توبته بمجرد التوبة منه ولا ينتظر اختباره حتى تتحقق التوبة ..
بل يقبل التوبة بمجرد صدورها بإخلاص وصدق والتزام بشروط التوبة ..
3- أن الله جعل للتائب وقتا يستطيع التوبة فيه ما لم يمت ..
لقوله صلى الله عليه وسلم : (( إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر )) أخرجه الإمام أحمد في مسنده ..
فالتوبة كما قلت آنفا هي واجبة بعد الذنب ، فيأثم من يؤخرها لكن ذلك لا يمنع من قبولها ..
لذلك تصح توبته ويقبلها الله تعالى بإذنه سبحانه وتعالى ..
أما ما يشيعه هذا الشخص من أنه لا تقبل توبته فجوابه ..
أن ذلك صحيح إن كان في ساعة الاحتضار فقط ..
أما هذا الشاب فبحسب قولك أنه ظهرت منه التوبة وصلحت أعماله ..
ولم يكن في ساعة احتضار ..
وقد يتوهم الناس أن هذا المرض أو غيره لا يرجئ برء الإنسان منه لذلك يقول أن ذلك ينطبق عليه قوله تعالى ..
{ وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الئن } سورة النساء رقم 18 ..
وقد أخطأ في تفسيرها على النحو الذي ذكرته ..
فحضور الموت هو بلوغها الحلقوم ومنازعة الروح للجسد الذي يؤيده الحديث السابق ..
وتفسير من قال بأنه لا تقبل من توبه بناء على الآية غير صحيح ..
بل هو مناقض لأصل شرعي وهو التوكل والثقة بالله تعالى ..
فهناك الكثير من تلك الحالات الميؤوس منها قد شفيت بفضل الله ..
***
وقد قمت بسؤال شيخنا عميد كلية الشريعة في الكويت الأستاذ الدكتور محمد بن عبدالرزاق الطبطبائي عن ذلك ..
فأيد ما ذكرت من قول الشيخ محمد رواس قلعه في أنه تقبل وليس مرضه ذلك مانعا من قبولها وإن كان اشتهر أن هذا المرض لا يشفى منه صاحبه ..
وقال إن مثل هذا الشاب تقبل توبته بإذن الله تعالى ..
مادام قد تاب ولم يكن في ساعة احتضار ..
بل الواجب الثقة بالله والتوكل عليه ..
ثانيا ..
وقال الأستاذ الدكتور محمد رواس قلعه جي ..
عن مسألة الحج عن الميت ..
يقول أهل العلم ..
أن لأهل الميت أن يحجوا عنه ولا يجب عليهم إن لم يوصي بذلك ..
أما إن أوصى فيجب عليهم ذلك ..
وإن لم يترك مالا ولم يوص فإن أخرج أهله من يحج عنه فهو حسن مقبول ..
وهذا الرأي الراجح إن شاء الله ..
فيحجوا عنه ويصله أجره إن شاء الله تعالى ..
وكذلك الأمر بالنسبة للدعاء ..
فإنه يصله بإذن الله لذلك كان السلف يوصون بالدعاء للميت ..
فهو بأمس الحاجة للدعاء ..
فأصل الدعاء للأموات مشروع ..
لذلك شرع لنا أن ندعو للأموات عند مرورنا للمقابر ..
فإن أجاز الله لنا الدعاء للغريب من باب أولى للقريب ..
والله تعالى أعلم ..
***
أختي الفاضلة ..
أحببت أن أجيبك عن طريق علماء متخصصين في الفقه الإسلامي ..
ولم أحاول وضع رأيي بين تلك المسائل ..
فأسأل الله أن ينفعك بها وينفع أم هذا الشاب الصالح ..
الذي تدارك عمره بأن تاب إلى الله ..
فأسأل الله أن يختم عمرنا بالتوبة والصالحات ..
تحياتي واحترامي ..
اما بالنسبه لتوبته فهي صحيحه بإذن الله ..
والتوبه التى لا تصح هى التوبه عند غرغرة الموت كما فعل فرعون ..
وعلى امه ان تحمد الله ان رزق ولدها التوبه واسأل الله ان يتقبلها من الله ..
ولعل المرض كان خير له بأن هداه الصراط المستقيم ..
والدعاء يصله اجره سواء تاب او لم يتب ..
اسأل الله ان يربط على قلب امه واخبريها بان تحمد الله على توبة ولدها وتدعو له دائما..