إن في تقلب الليل والنهار وتحول الفصول عبرة وعظة لنا، كما قال ربنا تبارك وتعالى: يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُوْلِي الْأَبْصَارِ [النور:44]
قال بعض السلف: من عجز بالليل كان له في أول النهار مستعتب ( أي فرصة للاعتذار والاستغفار) ومن عجز عن النهار كان له في الليل مستعتب.
F:
تذكر قول النبي كما في الصحيحين: { اشتكت النار إلى ربها، فقالت: يا رب آكل بعضي بعضاً، فأذن لها بنفسين؛ نفس في الشتاء ونفس في الصيف، فأشد ما تجدون من الحر من سموم جهنم، وأشد ما تجدون من البرد من زمهرير جهنم }..
فالمؤمن يتذكر النار، اذالفحته رياح الصيف وألهبت وجهه الناعم بحرها.. ويقول في نفسه: إذا كان هذا من نفس جهنم فكيف بجهنم نفسها؟؟!!
وإذا لم نحتمل نار الدنيا وهي جزء من تسعة وستين جزءاً من نار الآخرة، فما الشأن الآخرة؟؟!! ولذا قال السلف: لو أخرج أهل النار منها إلى نار الدنيا لقالوا فيها ألفي عام. يعني أنهم ينامون فيها ويرونها برداً.
ومن ذلك: تذكر أحوال السلف الصالح
الذين كانت قلوبهم حية.. نعم أخي.. فكل ما يرونه
يذكرهم بالآخرة.. ومن ذلك كانو
إذا شرب الماء البارد في الصيف بكى وتذكر أمنية أهل النار حينما يشتهون الماء، فيحال بينهم وبينه، ويقولون لأهل الجنة: أَفِيضُواْ عَلَيْنَا مِنَ الْمَاء أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ [الأعراف:50].
:L::L:
وليس هذا فحسب! فهم رضي الله عنهم رغم انعدام وسائل الراحة ـ التي ننعم بها في زماننا إلا أن ذلك لم يقطعهم عن الطاعات، مهما كانت مشقتها ومنها الجهاد في سبيل الله تعالى، ولعل أول ما يخطر في بالك غزوة تبوك، التي خرج فيها سيد الخلق ـ بأبي هو وأمي ـ ، ومعه أصحابه رضي الله عنهم
ولكنها منعت المنافقين الذين قالوا كما أخبر الله عنهم وَقَالُواْ لاَ تَنفِرُواْ فِي الْحَرِّ [التوبة:81] فجاءهم الجواب المناسب لمقالتهم: قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ [التوبة:81]
F:
بعضنا يعجز عن مجاهدة نفسه على القيام ببعض الطاعات، وهو منطرح على فراشه الوثير تحت المكيف، معافىً في بدنه، عنده من ألوان الطعام الشيء الكثير، ومع ذلك يتثاقل عن صلاة الفجر جماعةً
مع المسلمين، أو يتكاسل عن القيام بحقوق الوالدين، وصلة الأرحام.. إلى غيرها من أبواب الخير، أو يظن بمثل هؤلاء أن يجاهدوا أعداء الأمة وهم لم يستطيعوا جهاد أنفسهم؟؟!!
ومن ذلك أيضاً حرصهم على الصيام في الصيف لعظيم ثوابه
أين همتك التي لا ترضى بالوقوف عند الفرض في أعمال الخير؟ لم
يكونوا يتوقفون عندها، بل سمت هممهم إلى المسابقة إلى الخيرات، لأنهم يعلمون أن سلعة الله ـ وهي الجنة ـ غاليه
تمتع بما أحل الله لك، من وسائل . إياك أن تكون ممن يهرب من حر الدنيا ويقع فيها بسبب التعرض للحر الأكبر في نار جهنم وتذكر ـ حفظك الله ـ أنك بخير
مادمت تحمل همّ الدعوة إلى دينك ولو بإهداء كتيب أو إيصال شريط، ولا يكن ذلك الهندوسي القابع في زوايا بعض المزارع أو تلك الراهبة التي تعيش في غابات أفريقيا، لا يكن هؤلاء خيراً منا في الدعوة، مع أنهم يدعون إلى أديانهم الباطلة،
منقول واتمنى نقله ولكم الاجر جميعا
اللهم أجرنا من النار
جُزيتِ الجنان .. و رضى الرحمن
جُزيتِ الجنان
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة(
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان فيالميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله و بحمده، سبحان الله العظيم
<P></P>
نسأله جل وعلا أن يثبتنا على الدين القويم ويرزقنا عبادته على أحسن وجه
بارك الله فيك