20
% من الأطفال يعانون الخوف المدرسي
الإعداد النفسي وتواصل الأمهات مع مدرسات الفصل يقلل من قلق الأبناء
أزمة تواجهها الأمهات مع ابنائهن الذين يبدأون الدراسة لأول مرة بسبب رهبة الأبناء من هذا العالم الغريب عليهم.. بل إن المتاعب النفسية للأبناء مع أيامهم الدراسية الأولي قد تتحول من القلق والتوتر والخوف الي شحوب الطفل وآلام في المعدة سرعان ما تزول مع عودة الطفل للبيت.
وتشير الدراسات النفسية الي ان 20% من الأطفال يعانون في هذه المشكلة. وتزيد نسبة هذه المشكلة عند الإناث أكثر منها عند الذكور.
إن العوامل التي تساعد علي ظهور هذه الحالات تتمثل في تدليل الطفل في المنزل باستخدام أساليب رعاية زائدة لما يولد عنده تعلقاً كبيراً بالأهل، كما يتأثر الطفل بالنقلة الفجائية التي تعرضه للعقاب وأساليب التخويف والترهيب وتستجد عليه مسؤوليات الاستيقاظ والنوم المبكر وأداء الواجبات المترتبة عليه بعد أن كان يقضي يومه كاملاً في اللهو واللعب.
وقد يتعرض الطفل لحالات من القلق تتزامن مع التحاقه بالمدرسة قد ينتج عنها عدم رغبته في الذهاب إليها. وعلاج هذه الحالة يتطلب تعاونا كثيفا بين المدرسة والمنزل.
ويؤكد خبراء التربية ان طريقة استعداد الأهل لليوم الذي يبدأ فيه الطفل الذهاب الي المدرسة لأول مرة له أهمية كبيرة، وإن لم يبد الأهل اهتماماً بهذا اليوم، فإن الطفل لن يهتم به، وإن كان الأهل ينتظرون هذا اليوم بقلق وتوتر فإن الطفل سيكون قلقاً ايضاً، لذا يجب أن ينتظر الأهل هذا اليوم علي أنه يوم مثير في حياة الطفل وبالتالي فإنّ الطفل سيستقبل هذا اليوم بنفس الطريقة الصحيحة.
لذا إن أول ما يمكن للأهل أن يفعلوه في الأسبوع الذي يسبق المدرسة هو مساعدة طفلهم علي التأقلم مع الجو الجديد الذي سيلتقي به عند ذهابه الي المدرسة وبعدها تجهيز ما يحتاجه الطفل من لوازم مدرسية.
ويعتبر علماء نفس ان ذهاب الطفل للمدرسة زمنياً وسيكولوجيا نهاية عهد وبداية عهد للطفل الذي يتفاعل مع والديه واخوته حتي سن الخامسة أكثر مما يتفاعل مع أي أحد آخر.
فالوالدان هما اللذان يرسمان نمط حياته اليومية وموافقتهما هي مهمة بالنسبة إليه، وارضاؤهما هو ما يسعي إليه، ولكن مع بداية المدرسة يتسع عالم الطفل ويصبح اكثر تعقيداً. فهو يقضي وقتاً أطول بعيداً عن البيت وفي صحبة أناس آخرين غير الأسرة، فتصبح بذلك آراء هؤلاء ذات أهمية متزايدة.
وتقول الدراسات التربوية ان دخول الأطفال للصف الأول بالمدرسة هو علامة تغير مفاجيء في خبرات الصغير. فلأول مرة في حياة أغلب الصغار يتوقع منهم أن يتماشوا مع نمط جماعي فرضه أحد الكبار وفي عهدته صغار كثيرون ليكون واعياً طوال الوقت بكل واحد منهم كفرد.
وقد يكره بعض الأطفال الحضانة بعد انتظامهم فيها، لكن ذلك أقل بكثير لما يحدث للصغار في كراهيتهم للمدرسة الابتدائية، والسبب هو أن التغير المفاجيء في الحضانة ليس أكبر بكثير مما هو في البيت والأسرة رغم أن الصغار يلحقون بهما في سن أكثر تكبيراً.
أما بالنسبة للمدرسة وفي السنة الأولي منها، فالفرق كبير بين جو الأسرة وجو المدرسة، وقد يتوقف حب الصغير للمدرسة وكراهيته لها علي أولي خبراته بها، إذ تطغي حينئذ المخاوف ومشاعر النقص وعدم الاستعداد علي السرور والابتهاج اللذين طالما حلم بهما الطفل. إن البداية الحسنة أو براعة استهلال ذهاب الصغير للمدرسة تشكل اتجاه الصغير نحو المدرسة للسنوات القادمة.
وقد يتوقف تكيف الصغار بالمدرسة علي الطريقة التي تستقبلهم ونظامها وشخصية المدرسين، فالمدرسة هي التي ستهييء الجو النفسي والاجتماعي اللازم لتوافق الصغير بها وحبه لها مما ينمي شخصيته في المدي البعيد ونجاحه التحصيلي في المدي القريب.
فالذهاب الي المدرسة في السنة الأولي تعد نقطة تغير واضحة ومرحلة انتقالية في حياة الطفل من بيئة الي أخري.
لذا فالطالب أو الطفل الذي يرسب في صفه الأول أثبت أنه أقل نضجاً من رفاقه الناجحين ويعود السبب في ذلك الي عدم وجود التوافقات مع المواقف الجديدة التي سيواجهها في محيطه الجديد.
لذلك فإن بيئة الطفل وإن بقيت علي ثباتها وعدم تغيرها فإنها تساعد صغيرها علي القيام بالتوافقات مع المتغيرات الجديدة التي سوف يتم تعوده عليها في القريب العاجل.
فنظراً لقلة خبرات الطفل تجده في يومه الأول في الدراسة علي أصعب حال حيث يُظهر توترا انفعاليا حاد كالميل الي الصراخ والبكاء بغير سبب، التقلق وصعوبات النوم، القيء المستمر هذا اضافة الي نقصان في الوزن واضطرابات في الكلام.
إنه من الضروري أن يتكيف الطفل في بيته أولاً كما يجب علي الأهل أن يكفوا عن جعل البيت بيئة تحقيق لكل مطالبه وتنفيذ رغباته والسبب أن عند دخوله الصف لن تستطيع المعلمة ان تتكيف مع رغبات ومتطلبات كل طالب في الصف بل يجب علي جميع الطلاب التكيف والتوافق فيما بينهم لذلك فمن المهم والضروري تدريب الطفل علي التكيف. لمواقف وأشخاص آخرين لم يألفهم من قبل، وكلما كان هذا التدريب مبكراً كلما كان أفضل وهذا يتم بتعاون الأهل مع الحضانة قبل دخول الطفل الي المدرسة. ولكي يتوافق الطفل بسهولة مع المدرسة ينبغي ان يكون قد تم له تعلم المهارات اللازمة للاعتماد علي نفسه وخدمة متطلبات حياته في النشاط واللعب بجدية واستقلال كذلك ان يتوافق مع الآخرين الذين لم يألفهم من قبل ويتخذ منهم بدائل للأبوين والاخوة في الأسرة وأن يتعود علي الجمع بين الفردية والأنانية، وبين التعاون مع الآخرين وأداء الخدمات لهم ومساعدتهم، وأن يخضع للنظام في البيت وأن يركز انتباهه واهتمامه بما يعرض عليه في خضوع للنظام في البيت، وأن يركز انتباهه واهتمامه بما يعرض عليه في مسائل ويحفظ ما تلقاه من أغان وأناشيد وحكايات ويحسن العد والهجاء والأهم من ذلك كله كقدرة عقلية لازمة للمدرسة تعويده في البيت وقبل المدرسة علي الاستنتاج والتفكير واتخاذ قرار متصل بالمواقف والناس والأشياء والاستعداد للقراءة.
تقول أم أحمد: بدأ العام الدراسي وبدأ ابني خطواته الأولي علي طريق العلم وكان اليوم الأول مثيراً بطبيعة الحال كونها المرة الأولي التي يدخل منها صغيري عالمه الجيد الذي يعج بالوجوه الجديدة التي لم يرها من قبل. وقد تخلل هذا اليوم فاصل إعلاني طويل في البكاء والصراخ بعد أن علم أنه سيقضي اليوم وحيداً في عالمه الجديد .
كما تشير أم عادل الي تجربتها المريرة في ذلك اليوم لأن طفلها كان وحيداً ليس لديه اخوة ولا يري سوي والديه في المنزل. فاليوم الأول كان شيئاً فظيعا بالنسبة للجميع. تقول: ذهبت أنا وزوجي الي المدرسة وما إن تركنا عادل مع المعلمة حتي سمعنا الصراخ يعلو ويعلو فأحسست وكأن قلبي ينتزع من مكانه ولم أشأ أن أترك عادل وحيداً ولكنني كنت مضطرة لذلك.
أمّا أم سارة فتقول: إنه من المشاهد الجميلة والموثرة ان تري صغيرك أو صغيرتك تخرج في الصباح الباكر تحمل حقيبتها في يدها مستعدة للذهاب الي المدرسة مع باقي الأطفال نظراً لما زرع فيها من حب للمدرسة . وتضيف: إنه من أعظم عوامل التوفيق ووسائل النجاح هي تهيئة الصغار وإعدادهم للدراسة.
وتروي المعلمة سمر تجربتها وتتذكر انها توقفت عن عملها بعد مغادرة أحد طلابها الصغار الصف. كما تتذكر أياما وقفت في الصف منخرطة في البكاء وتقول إن الإحباط كان هائلا .
وتعني بذلك تجربتها كمعلمة في الصف الأول وتقول عن هذه التجربة لم أكن أعرف ماذا أفعل ولم يقدم لي أي شخص أية مساعدة في ذلك الحين .
منقووول
أعان الله جميع الأمهات على هذه المرحلة..