ورغم النصائح الطبية بشرب الماء في الشارع وفي الملاعب وأثناء ممارسة الرياضة، إلا أن هناك خلافات بسيطة حول كميات الماء الواجب شربها. وتختلف كمية الماء المطلوبة أيضا حسب حرارة الجو ونوع الممارسة الجسدية والسن. وعموما ينصح الأطباء الإنسان بشرب 1.5 إلى لترين من الماء الصافي يوميا عدا عن أنواع السوائل الأخرى مثل القهوة والشاي.
وذكر طبيب الباطنية الألماني ماتياس موللر، من مستشفى ايليم في هامبورغ، أنه كان من الممكن تجنب إحالة العديد من المرضى إلى المستشفى لولا ثقافة الاكثار من شرب الماء السائدة بين الشباب. وأكد موللر أن عدد المرضى الراقدين في مستشفاه في أيام الحر الحالية تثبت ضرر الاكثار من الماء في بعض الحالات. وخصوصا عند الأفراد الذين يعانون من ضعف القلب وعند المسنين الذين لديهم تورم في الدماغ. ويقول موللر ان اكثر الحالات التي تستدعي النقل إلى المستشفى بسبب الماء هي الحالات الناجمة عن ضيق في التنفس. وتحدث هذه الحالة عند الأشخاص المعانين من ضعف القلب لأنها تضعف قابلية القلب على ضخ الدم وتقلص وصول الدم إلى الكلى. وهذه حالة يطلق عليها الطب «إشباع الجسد بالماء» ويمكن أن تعرض حياة الإنسان للخطر إذا ما تراكم الماء في الرئتين وأدى إلى استسقائهما. وهذه من اشهر الحالات التي تلقاها مستشفى ايليم في هامبورغ في الفترة الأخيرة بسبب كثرة تناول الماء. وهناك حالة تستدعي نقل الشخص إلى المستشفى بنسبة اقل من الاولى وهي قصور عمل الكلى الناجمة عن الإفراط جدا بشرب الماء. وهذا ما دعا مجلة «الطبيب» الهامبورغية إلى التحذير في عددها الأخير من تشجيع المعانين من ضعف عمل الكلى على شرب الماء بإفراط بدعوى انه صحي. ونصحت المجلة بتناول 1.5 الى لترين من الماء يوميا لتعويض ما يفقده الجسم من سوائل يوميا اي ما يعادل 2.5 لتر.
وتنصح مديرية التغذية الألمانية السكان بتناول الماء يوميا بمقدار 35 ميليليترا لكل كيلوغرام من وزن الجسم. وتنخفض هذه الكمية بالنسبة للأفراد الذين تزيد اعمارهم عن 65 سنة إلى 30 ميليليتر لكل كيلوغرام من وزن الجسم. وفي دراسة مستشفى ايليم بحثت في اسباب الإحالة إلى المستشفى تبين أن المعانين من «إشباع الجسد بالماء» كانوا يتناولون الماء يوميا بمعدل 3 الى 4 لترات بغض النظر عن الحالة الصحية والعمر. ويعتبر الأطباء تناول هذه الكمية طبيعيا بالنسبة للشباب والأصحاء إلا أنها قد تكون خطرة بالنسبة للمعانين من ضعف القلب وفشل عمل الكلى. ويكون تناول هذا القدر من الماء إلزاميا تقريبا بالنسبة للمعانين من أمراض الجهاز الهضمي والحمى بهدف تعويض ما يفقده الجسم من ماء. وينصح الأطباء المسنين بشرب الماء بسبب تقلص الشعور بالظمأ لديهم وحاجة بعضهم للماء. إلا أن على المسنين الأصحاء أن ينتبهوا إلى أن عدم نسيان شرب الماء لا يعني ضرورة الاكثار منه.
تحياتي
الله يعطيج العافيه
مشكوره ♥حبيبتي