أن بعض الأمهات يعانين من زيادة الحركة والنشاط لدى أطفالهن حيث يصنف الأطباء جزءا من هؤلاء الأطفال كمصابين بفرط النشاط الحركي.
تظهر على هؤلاء الأطفال سلوكيات متهورة وطائشة وضعف بالتركيز ومزاج متقلب وعنف وأنماط سلوكية مخربة الأمر الذي يدل على انهم يعانون من "النشاط المفرط".
أن الدكتور بن فنيغولد الذي أجرى دراسة خاصة بهؤلاء الأطفال أورد أن معظم الأطفال المفرطي النشاط يظهرون حساسية تجاه المواد الكيميائية والمواد الملونة والمضافة إلى جانب مركبات كيميائية تسمى (الساليسيلات) وتوجد في الأطعمة التي تبدو صحية .
هذه المواد تمتلك خصائص تشبه الأسبرين وتسبب ردود فعل لدى الأطفال والبالغين الذين يعانون بشكل خاص من حساسية تجاهها مشيرا إلى أنها توجد في البرتقال واللوز والطماطم والتفاح والمشمش والخيار والكرز والخوخ والعنب والتوت البري والفليفلة وبعض أنواع الحوامض.
من المهم أن تلاحظ الأم على الطفل أي نوع من الأطعمة يفضلها ويتناولها بكثرة فربما يكون هذا النوع بالتحديد هو سبب المشكلة ، حيث أن المادتين اللتين يرجح أن تكون اكثر تهيجا هما الطماطم والمشروبات المنكهة بالبرتقال.
ان الكثير من الأطفال الذين يعانون من اضطراب نقص الانتباه أو فرط النشاط تنقصهم الحموضة الدهنية الأساسية ولاسيما(اوميغا 3).
وهناك دراسة أعدها جيودمان وستيفنسون عام 1989 تشير إلى أن العامل
العامل الوراثي يلعب دورا مهما في هذه الظاهرة. فقد تبين أن الأطفال التوائم وحيدي اللقاح (المتشابهة شكلاً وجنساً) أكثر تعرضاً للإصابة من الأطفال ثنائي اللقاح (غير المتشابهين).
ونوعية الغذاء يمكن أن تلعب دورا في التسبب بهذه الظاهرة وقد نشرت دراسة حول هذه النقطة تحدثت عن دور أنزيم الفينول سلفرانفيرس الذي يعمل على تكسير المواد الفينولية في الأمعاء وأثبتت الدراسة أنه هذا الأنزيم له علاقة بالنشاط المفرط.
ويبدأ ظهور النشاط المفرط في سن الثالثة تقريباً، ولكنه يتضح بشكل جلي في شن دخول المدرسة، حيث يكون الطفل كثير الحركة، والقلق، والتململ، ويكون اندفاعياً في تصرفاته قليل التركيز، شارد الذهن، وغير فادر على تطوين صداقات ولا يستطيع الجلوس طويلاً في مكان واحد.
وعندما يبدأ ظهور المشكلة بوضوح في المدرسة حيث المتطلبات الإضافية للعملية التعليمية والتربوية مثل الجلوس في الصف بهدوء بنظام الالتزام بالمكان وعدم التشويش على الآخرين والتركيز على ما يدور في الصف من شرح وتوجيهات المدرسة.
وهنا يجب أن نشير إلى عدم الخلط بين الأطفال ذوي النشاط الزائد-ولكنه في حدوده الطبيعية-والأطفال ذوي النشاط الزائد المفرط.
وللتعامل مع هذه الحالة يجب على الطبيب المعالج والأبوين أن يجلسوا سويا للوقوف على متطلبات هذا الطفل اجتماعيا وتربويا وعلميا. لكي يدرك الأبوان كيفية التعامل مع الطفل. ويجب على الأبوين أن يعيدوا ترتيب أثاث المنزل يما يتناسب مع نشاط الطفل الزائد. وإبعاد الأشياء سهلة الكسر والآلات الحادة عن متناول يديه.
هناك الطرق العلاجية النفسية لتحويل وتبديل السلوكيات وتطوير المعرفة وكيفية تعامل المدرسة مع الطفل وأن أمكن وضعه في أحد فصول التربية الخاصة المزودة بكوادر فنية تعني كيفية التعامل مع هؤلاء الأطفال.
ونسبة كبيرة من الأطفال ذوي النشاط الزائد يقل لديهم هذا النشاط ويصبحون أكثر تركيزاً بتقدم السن تقريباً.
وما يتراوح بين ثلث ونصف الأطفال المصابين بفرط النشاط يصبحون طبيعيين لا فرق بينهم وبين الآخرين عندما يصلون إلى سن الشباب.
© 2024 البوابة(www.albawaba