تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » علامات القلب السليم .~

علامات القلب السليم .~ 2024.

<b>

علامات القلب السليم
قد يظن البعض أن على المرء أن يلزم بيته أو مسجده
ويعتزل الناس ..من أجل الوصول إلى القلب السليم
الذي هو محل نظر الله وبه نجاته .. ومن هنا وجب
توضيح المراد بالقلب السليم.
يقول أحد العلماء :
" إن الوصول إلى القلب السليم هدف، ولكن القلب
السليم هو الذي أصبح يتلقى أوامر الله بمنتهى التسليم
والرضا، ويسير الجسم به على حسب أوامر الله بكامل
القوة والحيوية والجدية، ومن أوامر الله الأمر بالجهاد
وجعل كلمة الله هي العليا."
ومن هنا يتضح لنا أن كل أمر أو تكليف إنما هو غذاء
ودواء للقلب ،وبإهمال أي تكليف فإنه بذلك يكون
هناك نقصاً في سلامة القلب ،كمن كتب له الطبيب
دواءين لما رآه يشتكي من مرضين ، فأخذ المريض
دواءً واحداً فعوفي من مرضه وبقي الآخر، كذلك –
ولله المثل الأعلى- أنزل الله التكاليف لتغذي القلوب ،
وكل تكليف علاج لمرض.
قال تعالى
وَلَقَدْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً
وَقَالَ اللّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاَةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ
وَآمَنتُم بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً
لَّأُكَفِّرَنَّ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ
فَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ (12)

لاحظ أن قسوة القلب هاهنا كانت عقوبة على نقض

الميثاق في معاني بعينها، فما هذه المعاني ؟
إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والإيمان بالرسل ونصرتهم
وإقراض الله قرضاً حسناً ، والآن لاحظ أن الله عز وجل
جعل قول المسلم( سمعنا وأطعنا) عهداً وميثاقاً..
قال تعالى
وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُمْ بِهِ
إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ( 7 ) .
والآن فلنسائل أنفسنا:أي شئ أخذ على بني إسرائيل
في هذه الآية لم يؤخذ علينا؟ من صلاة أو زكاة
أو إيمان بالرسل أو نصرة لهم…فلو أن المشتغلين في
صلاح القلوب لم يلاحظوا مثل هذا فأهملوا شيئاً منه
كنصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم بنصرة
شريعته ونصرة سنته ونصرة دينه ونصرة حملة
شريعته .. فكيف يتم صلاح القلب والحالة هكذا..
"من كلام الشيخ رحمه الله يتبين لنا :كيف أن تحقيق
القلب السليم ليس بالعزلة وإنما بأداء جميع التكاليف
،وأي طريق سوى ذلك فسينتج قلباً به بقايا من مرض ،
بل إن القعود عن بعض التكاليف سيستوجب لعنةالله.
– والعياذ بالله – وقسوة القلب عكس ما يظن البعض .
علمنا مما سبق ما هو المراد بالقلب السليم ،
ولكن كيف يعرف المسلم أن قلبه في طريقه للقلب السليم ؟
في ذلك يقول الشيخ رحمه الله :لا يصل القلب إلى أن
يكون مؤمناً خالص الإيمان إلا إذا وصل إلى معرفة الله
معرفة ذوقية قلبية صافية، والإنسان بقدر معرفته بالله
يزداد خضوعاً لأحكامه، وتطبيقاً لها والتزاماً بها
وأخذاً بقوة لها…"وينبغي لنا هنا من وقفة ،فكثير من
الملتزمين يكرسون جهدهم في الإكثار من العبادات
دون الإلتفات لتحصيل أحوال القلب ،أو ينشغلون
بالدعوة كذلك دون الإلتفات لتحصيل القلب ،
بينما يعلمنا الصحب الكرام الآتي :
"كنا نؤتى الإيمان قبل أن نؤتى القرآن"
فلنا أن نتخيل ذلك الصحابي الذي يتلقى الإيمان في دار
الأرقم ،ولا يكلف إلا بركعتين بالغداة وركعتين
بالعشي، وبرغم أنه لا يملك من القرآن كثيراً إلا أنه
يؤمر بإحياء الليل إلا قليلاً، فماذا كان يقرأ ذلك
الصحابي؟!
لاشك أنه كان يحيي ليله بصدر سورة العلق أو المدثر
أو المزمل ونحوها مما تنزل في تلك الفترة ولاشك أنه
يكررها طوال ليله فهو لا يملك غيرها،حتى يتشبع قلبه
بمعانيها ويعلمه الله من أنوارها، بل إن القرآن المكي
كله تنزل في ثلاث عشرة سنة ، فيالها من تربية،
كان الصحابي يغذي قلبه فيها بتكرار الآيات ،
والله سبحانه يصف نفسه في القرآن المكي كثيرا ،
ومن ثم يتعرف القارئ على ربه معرفة قوية واضحة،
وهي ليست معرفة كتب العقيدة التي تملأ المكتبات
والتي شغل بعضها بعلم الكلام دون أن يصب تركيزه
على حياة القلب فمعرفة الله المعرفة الذوقية القلبية
الصافية"ليست هي معرفة العقل بوجود الإله فحسب
ولكن بأن يعرف قلبك الإله صفة تلو صفة فيحبه قلبك
، ويخاف منه ،ويرجوه ، ويحن إليه ،وحينها يستسلم
للتكاليف استسلام المحب تارة ، واستسلام الخائف
تارة، وحينها فقط يكون القلب هو القلب السليم الذي
عرف الله وامتثل لتكاليفه ،إن كل عبادة يتعلم المرء
منها صفة أو أكثر إذا أعمل قلبه في العبادة ، ونضرب
مثالاً واحداً لذلك ..قوله تعالى :
قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى
وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ "
فالله هنا يريدنا أن نجني من وراء الصدقة :التعرف
على صفات الله سبحانه ..فهو غني ،
وهو حليم جل جلاله ،فأولى بالعباد إذا كانوا أغنياء أن ينفقوا ،
ومع نفقتهم أن يحلموا على الفقراء ، إن هم قابلوا
الإحسان بما لا يليق ..فيتخلقوا بصفات الله بما يناسب
واقع البشر.
وهكذا كل تكليف إذا تدبر المرء تعلم الإنسان منه صفة
أو أكثر ، لذلك كان الجهاد ذروة سنام الإسلام ،
ففيه تمارس كل العبادات ، مما سبق يتبين لنا أن
القلب السليم :هو الذي عرف ربه معرفة ذوقية
قلبية،واستجاب للأوامر والنواهي .. وتعلم من هذه
الأوامر والنواهي صفات الله وأسماءه.. واجتهد أن
يتخلق بها ترى هل كنا نسير في الطريق السليم،
أم أننا كنا في غفلة عن مراد الله منا؟!سؤال يحتاج منا
أن نفكر فيه طويلا ..

منقول

</b>

يعطيكي العافية على الطرح الرائع
جزاك الله خيرا

عروس اقتباس عروس   عروس المشاركة الأساسية كتبها m00n15 عروس عروس   عروس
     
  يعطيكي العافية على الطرح الرائع  
عروس   عروس

الله يعافيك اختي الكريمة سعدت بمرورك العطر ~

عروس اقتباس عروس   عروس المشاركة الأساسية كتبها خائنة عروس عروس   عروس
     
  جزاك الله خيرا  
عروس   عروس

اللهم امين واياك

سعدت بمرورك العذب

وفقك اللهعروس

يسلموو يالغلا علي الطرح القيم

أسأل الله ان يرزقنا القلب السليم

جزاك الله خيرا

نسال الله ان يرزقنا الاخلاص في كل اعمالنا يا رب
جزاك الله كل خير

جزاك الله خير والله يجعلنا من القلوب السليمه يااارب
جزاكِ الله خيراً

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.