من منا لم يزعجه زميل بزياراته الدورية التي يقوم بها «لتضييع الوقت» بعض الزملاء في العمل يختارون زيارتنا ليس بقصد الازعاج، انما لأنه يجد لدينا أفضل مكان لقضاء لحظات من الاستراحة من ضغط العمل، والبعض الآخر قد يكون لديه مشكلة شخصية أو استفسار أو سؤال، وعليه ينبغي تقدير ذلك، ولكن كيف نقلل من مدة هذه الزيارات، التي تكون في الغالب من دون موعد مسبق.
الاجابة سهلة. المطلوب شيئان:
1 ـ المقاطعة
لكي نقلل من مدة زيارة زميل عمل يجب ألا نقاطعه أثناء الحديث وننصت له بجدية وان نتفاعل معه بمنظوره هو للموضوع، فالذي يشتكي من عدم زيادة في راتبه منذ مدة طويلة أو يشتكي من مشكلة عائلية قد لا تعنينا مشكلته مباشرة، ولكننا اذا تذكرنا اننا قد نلجأ يوما الى الآخرين للغرض نفسه بحثا عن من ينصت لمشاكلنا ويتفاعل معها، ستكون ردة فعلنا أكثر ايجابية.
2 ـ الاجابة عن الأسئلة
لا بد من الاجابة عن أسئلته باقتضاب كاف من دون التوسع فيما يطرحه من موضوعات لأن التوسع في المواضيع يطيل مدة أي لقاء. والتوسع المقصود هو اعطاء آرائنا في كل نقطة يطرحها الآخرون، وتكمن خطورة الآراء في انها توسع دائرة النقاش مما يدفعنا الى الادلاء بآرائنا في كل جزئية يطرحها الآخرون، وهكذا دواليك.
ولكن ماذا نفعل ان لم نجد وقتا كافيا للانصات الى حديثه؟ يمكننا هنا ان نطلب منه الجلوس في المكتب إلى حين الانتهاء مما نريد عمله ثم نعود اليه. ويمكننا ايضا التعذر بضغط العمل ووعد الزميل بأن نأتي الى مكتبه فور انتهائنا من العمل الذي في أيدينا. هذه أحد أفضل الأساليب لأنها تترك لنا فرصة الخروج من مكتبه وقتما شئنا!
الكوب البارد
أحدالأخطاء التي وقعت فيها شخصيا هي عندما كنت في لقاء مع زميل لي في العمل جاء لأخذ رأيي في موضوع معين يخص العمل، ولم تتجاوز مدة اللقاء عشر دقائق، وقبل ان يغادر الزميل «أخطأت» باصراري على ان يشرب شيئا، فطلب مشروبا حارا، فامتد اللقاء إلى أكثر من نصف ساعة، بينما العمل المكدس على المكتب ينتظر انتهاء اللقاء بفارغ الصبر! اذا كان لا بد من اكرام الضيف فاطلب كوبا باردا، فهو أسرع في الشرب وأحفظ للوقت!
حافظ على أفكارك
ليست أوقاتنا هي الضحية، بل حتى أفكارنا! فهناك من الزملاء، سامحهم الله، يخطفون ما تفكر في عمله لمؤسستك أو ادارتك أثناء حديثك لزميلك الآخر ويطبقونها بأنفسهم، والمؤلم انهم لا ينسبون اليك حقك فيها. هذا الاسلوب أكثر ايلاما من سرقة أي شيء آخر.
المكاتب المفتوحة
أصحاب المكاتب المفتوحة هم أكثر من يعانون مشكلة التقاط الأفكار، بل حتى دقائق أمورهم الشخصية. فتجد من بجانبك خبيرا في كل مشاكلك الشخصية والعائلية وغير ذلك. وكيف لا وهو الذي يقضي معك في اليوم الواحد ما قد يتجاوز 7 ساعات، وهو بلا شك أكثر من مدة جلوسه في بيته بين أهله.
طبيعة المكاتب المفتوحة لا تبقي لك خصوصية تذكر، ما يدفع بعض الموظفين الى التواجد خارج اداراتهم لاستخدام الهاتف النقال.
البئر المظلمة!
بعض الزملاء يشبهون البئر المظلمة! مهما جاهد أحدنا ان يخرج «معلومة شخصية» منه فستفشل محاولاته، بعض هؤلاء يتحاشون التطرق حتى إلى كيفية قضائهم لعطلة نهاية الاسبوع، وأي محاولة لعمل ذلك تقابل بالضيق والضجر. لضمان علاقة طيبة مع هذه الفئة لا بد من تحاشي الدخول في مناطقهم المحرمة!
الكريم في عمله
وهناك نوع آخر يرفض الافصاح عن المعلومات التي يعرفها عن العمل، وهذه النوعية غالبا ما تكون غير محبوبة من قبل زملائنا فهي تأخذ ولا تعطي. البعض قد يفسر ذلك على انه ضعف في الشخصية أو ضحالة في المعلومات، فالذي يمتلك شيئا محدودا (كالمعلومات) ولا يستطيع ان يأتي بأفضل منه فانه يعض عليه بالنواجذ والأقدام، تماما كالطفل الذي اعطيت له قطعة حلوى واحدة لا يمكن ان يفرط فيها. اما الواثق من نفسه وقدرته على تعلم المزيد فانه يكون «أكرم الموظفين» في المعلومات، وما أجمل ذلك من خلق هذا الكريم يكون أكثر قبولا من زملائه ويتدافع اليه زملاؤه ويفتقد ان غاب عن العمل، بعكس الأول.
الناقل السريع
الأخبار والأسرار تنتقل في بيئات العمل أسرع من أي مكان آخر. وهنا فئة من الناس تتلهف لمعرفة أخبار زملاء العمل كالزيادة في الراتب أو المكافآت أو الترقيات، وبعضها لا تكلف نفسها عناء التأكد من صحة المعلومة، فيسارعون في بثها كل حسب نيته. يقولون ان السر اذا وصل الى أكثر من اثنين فانه لا يصبح سرا، وهذا يدعونا الى الحرص الشديد على كتمان المعلومات والتفكير مليا قبل نشرها سواء كان عنا أو عن زملاء العمل.
التعامل مع ذوي الطباع الصعبة يشبه قيادة سفينة في يوم عاصف، تتطلب مزيدا من التروي والحكمة ومسايرة مزاج البحر المتقلب، حتى ترسو على بر الأمان.
م
ن
ق
و
ل
بارك الله فيك
ليست أوقاتنا هي الضحية، بل حتى أفكارنا! فهناك من الزملاء، سامحهم الله، يخطفون ما تفكر في عمله لمؤسستك أو ادارتك أثناء حديثك لزميلك الآخر ويطبقونها بأنفسهم، والمؤلم انهم لا ينسبون اليك حقك فيها. هذا الاسلوب أكثر ايلاما من سرقة أي شيء آخر.
صارتلي اكثر من مرة :down::down:
مشكورة!