تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » للمتزوجين والكبار

للمتزوجين والكبار 2024.

——————————————————————————–

الفرحـــة

قال تعالى (فإن أعرضوا فما أرسلناكَ عليهم حفيظا، وإن عليكَ إلا البلاغُ وإنَّا إذا أذقنا الإنسان مِنَّا رحمةً فَرِحَ بها، وإن تُصبهم سيئة بما قدمت أيديهم فإنَّ الإنسانَ كفورٌ ) صدق الله العظيم
إن الفرحة هي رحمة من الله عز وجل بالإنسان ليهنأ الفرد بحياته، فالحياة بدون فرحة تصبح بمعاناتها والسعي وراء تحقيق الأهداف والصراعات وغيرها صعبة وتؤدي إلى إصابة الفرد بالاكتئاب وحالات أخرى، فعلى الرغم من انشغال الفرد بمعاناة الحياة المختلفة وهمومها إلا أن رحمة الله بنا جعلت الفرحة كفيلة بأن تزوده بطاقة لمواجهة ما يصادفه في حياته وتعينه على الاستمرار بتحقيق أهدافه المختلفة، ولذلك فرحة الأزواج بزواجهم هي من أكثر المناسبات المفرحة في حياة كل فرد لذلك يتم الاحتفال بها وفقا للعديد من العوامل والمؤثرات منها فردية ومنها عادات وتقاليد مجتمعية، ومن خلالها يتم التأكيد على عدة أمور تأتي تباعا من خلال فرحة الفرد باجتيازه امتحانا معينا أو اجتيازه أزمة في حياته أو في محيطه أو في تصرفه تصرفا يشيع الفرحة لذاته ولمن حوله، أو تحمله مسؤولية الأبوة أو الأمومة في حياته الزوجية على الرغم من تحمله لهذه المسؤولية إلا أن الفرحة عند ولادة أول طفل أو أي طفل في الأسرة له فرحته للزوجين وتؤثر إيجابيا على صحة الأزواج النفسية وصحة أسرتهما معا وشعورهما بالهناء والسعادة·
كيف لا وأن الأزواج والزوجات يتمسكوا باستذكار الأيام السعيدة في حياتهما فمنهم من يتذكر أيام الزواج الأولى ومنهم من يتذكر أيام ولادة الطفل الأول أو البيت الأول أو الرحلة الأولى أو أي حدث مهم في حياتهما اجتمعا في الاحتفال به والسعي لتحقيقه معا، إذ أن استثمار هذه الأحداث له من الأهمية بمكان في إعادة تذكر هذا الإحساس وما يحيطه من مشاعر جميلة بل وحتى تذكر الروائح والعطور المحيطة به·

الحزن الطويل

كما أن الفرد الذي يعاني من الاكتئاب أو حالة الحزن الطويل والمتكرر ينظم له المعالج برنامجا فيه العديد من الأنشطة الاجتماعية بوجود نجاحات ونتائج مفرحة تسهم في علاجه وتغيير نفسيته من الاهتمام بالأحداث المؤلمة والمحزنة إلى أن يهتم بالبرامج والأحداث المفرحة والسارة أحيانا كثيرة لما فيها من قوة في أن يتخلص الفرد من الحالة التي يعيشها من الاكتئاب والحزن الشديد·
إن التعبير عن شعور الفرد بالفرح لرضا الله عز وجل عليه أو تحقيق أمنيته أو نجاحه أو دعاؤه أو تحقيق أي أمر لمن حوله من المقربين أو الأهل أو الأصدقاء أو قيامه بأي عمل له قيمته على المستوى الأسرى والمجتمعي ، فإذا أردنا أن نتطلع إلى تقييم حضارة معينة لا بد أن نتعرف على عادات مجتمعها وسلوكيات أفرادها أثناء تعبيرهم عن فرحتهم في أية مناسبة مفرحة لهم، وهناك العديد من الأفعال والسلوكيات تعبر عن الفرحة من الشخص الذي يشعر بالفرحة إلى آخر يتلقى هذه المشاعر وتنتقل إليه أو هو لديه فرحة وتزداد بوجود هذه المشاعر منه · وإذا تذكرنا المواقف المفرحة في حياة كل زوج وزوجة نجد أن الزوج الذي يتزوج بغض النظر عن الهدف أو الغاية لهذا الزواج إلا أنه يفرح عندما يقدم ما يفرح زوجته أو أبناءه ، أما إذا ربى ابنه على الخير والعادات الحسنة فإنه سيفرح عند رؤية هذه الزوجة وهذا الإبن يتصرف أو يسلك سلوكيات إيجابية فهو سيفرح بهذا السلوك·

الفرحة ذاتها

فكل زوج يستطيع أن يشعر بالفرحة ذاتها له ولزوجه ولأسرته ومن الممكن أن يحول كل أمور حياته إلى فرحة إذا تم ربطها برضا الله ولا بأس من الرجاء بالفرحة الدنيوية والآخروية وإن كان ذلك قد يحدث بشكل نسبي بين الأزواج والزوجات إلا أن الأحداث كثيرة التي نمر بها في أسرنا، ومن الأمثال البسيطة هي تصرفات أي فرد من أفراد الأسرة بدءا بالأبوين إلى أصغر فرد فيها فإن كانت هذه السلوكيات إيجابية ستفرح أفراد الأسرة الباقين بها مثلا اجتهاد الأبناء في الدراسة والمذاكرة والنجاح ليس ليفرحوا أنفسهم فحسب بل إنها أيضا ستدخل الفرحة على الأبوين والأقرباء والأصدقاء· وأيضا بتطبيق كل توجيه صحيح فرحة، وبتنفيذ كل سلوك سليم فرحة، وفرحة الذات فرحة لمن يحبه، وفرحة الآخرين فرحة لمن يحيط بهم، وكل منا يحتاج لهذه التذكرة ليشعر بالفرحة فكل ذلك يزيد من دافعية الزوج ويحفز طاقته للعطاء وإن كانت أنفسنا جميعا تتوق للشعور بالفرحة ولكننا نختلف في التعبير عن هذه المشاعر و لكل منا أسلوبه الذي يعبر به عن هذه الفرحة وفقا لنوعها وكيفية توجيهها واستثمارها لتطوير الذات وإسعادها وإسعاد الآخرين من حولنا·
وإذا استوحينا من قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام إذ أمره الله سبحانه أن يرفعوا هو وولده عليهما السلام قواعد الكعبة على أسس ثابتة وهي موجودة أصلا إذا فالتصحيح والتغيير في الأسرة والأمور التي ننصح بها هنا لا يعني قلب المعايير الأسرية طالما أن هناك أسس ثابتة فنحن نعيد بناء هذه الأسس وأ لا نضيع الأمور الثابتة هذه الثوابت تنفعنا على أن نبني عليها وتنفع شبابنا وأبنائنا·
ولا يخفى على الجميع أن العلاقة بين الزوجين فيها العديد من المواقف المفرحة لا أقصد الفرحة المادية بشراء الملابس والهدايا والمعايدة فحسب بل فرحتنا كم استطعنا أن نتفاعل مع الزوج وأفراد أسرتنا هذا العام فهذه تزيد من ميزان أعمالنا بما يعود بالنفع على الأمة والمجتمع كله فاستقرار الأسرة والزواج بشكل خاص يجعلنا في فرحة دائمة ويجنبنا أخطار الوقوع في ما لا يرضي الله من غضب أو انفعال أو اعتداء على حقوق الآخر أو التفرقة في معاملة الأولاد أو حتى في الوقوع في معاصٍ أخرى تجعل الحياة الزوجية تعيش حالة من الاضطراب والتوتر وعلى الرغم من تمسكنا بما هو مفرح في حياتنا والشعور به لا بد من الالتفات إلى ألا تغرنا فرحتنا وتلهينا عن أداء العديد من الأعمال المهمة في حياتنا·

أعمال مهمة

إذ يتحقق كل ذلك من خلال:
ü التعرف على ما لدينا واستثمار لخير حياتنا في الدنيا وما ينفعنا منه في الآخرة·
ü إعادة النظر في العلاقة بيننا وبين أنفسنا أولا والفرح بما لدينا من إيجابيات واستثمار هذه المناسبة التي مررنا بها وهي لا زالت قريبة بمناسكها ومشاعرها واستشعارنا بقيمها وحكمها وما أمر الله به سيدنا إبراهيم عليه السلام وهو لم يقصد أن يذبح ابنه الوحيد بل أراد سبحانه اختبار قدرته على تفضيل أحب كائن على قلبه في الدنيا على الفوز برضا الخالق في الآخرة، فكم منا يهب أحسن ما عنده لله عز وجل ؟ ومن منا يستطيع أن يتخلى على أنفس الأشياء لديه ليتصدق بها أو حتى يهديها أو يزكي بها ، أو حتى يكرم من لا علاقة له به إرضاء لوجه الله فقط ؟
ü ولا بد من الاستفادة من المناسبة التي عاشها المسلمين في الأيام القريبة وهي فرحة سيدنا إبراهيم وإسماعيل وهاجر عليهم جميعا السلام والتحية بطاعة الله وفرحتهم برضا الله عليهم جميعا بأنه قد فدا إسماعيل بكبش·
ü وفرحة سيدنا إبراهيم بزوجته المطيعة لأوامر الله وأوامر الزوج والمترفعة بمشاعرها لترتقي بالحصول على الفرحة برضا الله عنها·
ü لنفرح ونُفرِح الله والرسول بما تعلمنا مما جاء في الآيات والسنة ولنطبق خطبة الرسول الكريم في حجة الوداع وأن نبدأ بالخطوات الآتية لتدوم الفرحة التي بدأناها بالهدايا لأنفسنا أولا عندما عاهدنا الله على طاعته وللآخر ومنه عندما تعاهدنا على حسن الخلق وهي:

1- لنحدد هدفا أو معنى لحياتنا ،وأن نعرف ونحدد دور كل زوج فينا ومسؤوليته تجاه من معه ليتفاعل معه·
2- الاستمرار بالتفكير بأن زوج كل منا أو زوجته لا زال يحبه واستبعاد فكرة أنه قد تبدل ويفضل الآخرين علينا، وتعزيز الثقة بذواتنا·
3- تذكر المواقف المفرحة والتي فيها الكثير من الخير بين الزوجين، واحتساب كل عمل طيب يقوم به أحد الزوجين لله وحده فهو الودود وحده ، وهو الرحيم، والاستمرار في تقديم الحب المنشود من زوجة صالحة مستقيمة لزوجها الذي عهدته يخشى الله ويحافظ على صلته به أكثر من محافظته على الصلة بالآخرين، ومن يخشى الله لابد من العودة إلى من أحبهم فيه·
4- على كل فرد منا أ لا يتوقف عن التعلم والتكيف، فمن توقع أنه أعلم الناس فقد جهل، فالعالم متغير، وكلما اكتفيت بما لديك زدت إحباطا وقلقا، وبقيت عاداتك كما هي دون تغيير، وقد لا تشعر بالسعادة ولا بالفرحة التي تنشدها·
5- قف مع الذات ولها، أدي عباداتك، لا تلم ولا تعتب، واسترخي، وتوقع الإيجابية، واقتنع بما يأتيك، واستمر بالتفكير في إيجاد حلول مناسبة، وشارك زوجك(زوجتك) في أفراحها ، وانظر لواقع الحياة، وليس لما تراه وحدك ولا تقنط من رحمة الله·
6 – اشغل وقتك بما ينفعك،أنجز شيئا مفيدا كل يوم،لتكن الورقة والقلم من أهم أصدقاءك، دون ملاحظاتك،وخطط، واشرع بالتنفيذ،وإن تعثرت عدِّل أسلوبك وابدأ من جديد·
لنرتقي بفرحتنا ولنعبر عن حضارتنا ولنعمل على إسعاد ذواتنا ووقاية أنفسنا من الصراعات والاضطرابات، بامتداد الفرحة لمن اخترنا وأحببنا وعاشرنا وألا نكتفي بالأخذ بل بالعطاء أيضا، ولنتذكر إيجابيات الآخرين ولا نغلق أعيننا على ما نراه في داخلنا ولنرتقي بما تعلمنا من القرآن والسنة ففيهما الكثير من الدروس والعبر، ولنكن قدوة لأبنائنا في الفرح والتعبير عن الحب لله وللأسرة، ولنشاركهم في فرحتهم بما حصلوا عليه من مكافأة الله للمسلمين بعيد الأضحى على أن نستمر بهذا العطاء ونستمر بالشعور بهذه الفرحة، دام الله علينا فرحتنا بإسلامنا وبأزواجنا وبذريتنا، وعساكم من عواده·
منقول من الاتحاد

جوزيت خيراااااااااا أخي الكريم ……

موضوعك رااااااااااااااائع

كلنا بحاجة لهعروس

الف الف شكر لك..

بانتظار المزيد..

شوكولاتة

شكرا لج على المشاركه في الموضوع

ونحن مثل ما اسلفتي كلنا بحاجه له

يسلمووووووووو

جــــــــــود

العفو اختي وانشاء الله نكون عند حسن الضن

ويسلمووو على تشريف الموضوع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.