الرحيم
ليلة القدر، وما أدراك ما ليلة
القدر ( تحروها في العشر الأخير )
قال تعالى
بسم الله الرحمن
الرحيم
إِنَّا
أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ «1» وَمَا أَدْرَاكَ
مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ «2» لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ
مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ «3» تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ
وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ«4» سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ
«5»
صدق
الله العظيم
* *
*
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، نبينا محمد وعلى آله
وصحبه أجمعين وبعد /
تعلمون
أخوتي حفظكم الله وبارك فيكم أننا قد دخلنا في العشر الأواخر من الشهر الفضيل ،
وتعلمون ما لهذه العشر من مكانه وقدر .
وفي هذه العشر ليلة خير من ألف شهر كما بشرنا الله
سبحانه وتعالى في قوله /
{{ ليلة ُ القدر خيرٌ من ألفِ
شهر (3) تنزّلُ الملآئِكة ُ والرُّوح فيها بإذن ربّهِم من
كُلّ أمر (4) سلامٌ هي حتَّى مطلع الفجر }}
سورة القدر .
ولذلك سألت أمنا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في حال أنها وافقت
ليلة القدر ، لأنها تعلم بأن هذه الليلة فرصه عظيمه جداً .
ولكن عن
ماذا سألت أمنا ؟؟
لنقرأ هذا الحديث الصحيح لتعرفون عن ماذا سألت وبماذا أجابها النبي صلى
الله عليه وسلم .
روى الترمذي ، عن عائشة رضي الله عنه قالت : يا رسول الله أرأيت إن وافقت ليلة القدر ما أدعو ؟ قال :
تقولين /
(( اللّهمّ إنّك عفوٌّ تحبُّ العفو فاعفُ عني
)) . صححه الإمام أحمد والحاكم وصححه أبن ماجه .
وللمعلومية
هناك من يزيد كلمة (( كريم )) في الدعاء ليصبح (( إنك عفوُ كريم )) وهذه زياده لا أصل لها كما أخبر الشيخ الألباني
رحمه الله تعالى في السلسلة الصحيحة .
نعود للدعاء المأثور ، أنظروا بماذا أوصى النبي عليه الصلاة والسلام
أمنا عائشة بأن تدعو ؟
لقد دلها على دعاء عظيم .
فالله الله اخوتي من الإكثار من هذا الدعاء خصوصاً في هذه
العشر الأواخر ، عسى الله أن يعفو عنا ويجعلنا وإياكم من عتقائه من النار .
ليلة القدر، وما أدراك ما ليلة
القدر؟!
فما المراد بالقدر؟
وما فضلها، وما هي أرجح لياليها؟ وما يفعل فيها؟
لما قصرت أعمار هذه الأمة عن أعمار الأمم السابقة، حيث
أصبحت أعمارهم تراوح بين الستين والسبعين وقليل من يتجاوز ذلك كما أخبر الصادق
المصدوق،
عوضهم ربهم بأمور
أخر كثيرة منها منحهم هذه الليلة، وهي ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر،
أي أن قيامها والعمل فيها خير
من العمل في ألف شهر من غيرها، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل
العظيم.
المراد
بالقدر
سميت ليلة
القدر بذلك لعدة معان، هي:
1.
لشرفها وعظيم قدرها عند الله.
2. وقيل لأنه يقدر فيها ما يكون في تلك السنة، لقوله تعالى: "فيها يفرق
كل أمر حكيم".
3. وقيل لأنه
ينزل فيها ملائكة ذوات قدر.
4.
وقيل لأنها نزل فيها كتاب ذو قدر، بواسطة ملك ذي قدر، على رسول ذي قدر، وأمة ذات
قدر.
5. وقيل لأن للطاعات فيها
قدراً عظيماً.
6. وقيل لأن من
أقامها وأحياها صار ذا قدر.
والراجح أنها سميت بذلك لجميع هذه المعاني مجتمعة وغيرها، والله
أعلم.
ما ورد في
فضلها
يدل على فضل هذه
الليلة العظيمة وعظيم قدرها وجليل مكانتها عند الله ورسوله ما
يأتي:
من
القرآن
1. نزول
سورة كاملة فيها، وهي سورة القدر، وبيان أن الأعمال فيها خير من الأعمال في ألف شهر
ما سواها.
2. قوله تعالى:"
فيها يفرق كل أمر حكيم. أمراً من عندنا إنا كنا منزلين"، حيث يقدر فيها كل ما هو
كائن في السنة، وهو تقدير ثان،
إذ أن الله قدر كل شيء قبل أن يخلق الخلائق بخمسين ألف
سنة.
السنة القولية
والعملية
"من
قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من
ذنبه".
أنه صلى الله عليه وسلم
كان يعتكف ويجتهد في الليالي المرجوة فيها ما لا يجتهد في غيرها من ليالي رمضان ولا
غيره،
حيث كان صلى الله عليه
وسلم كما صح عن عائشة رضي الله عنها:"إذا دخل العشر شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ
أهله".
في أي
الليالي تلتمس ليلة القدر؟
تلتمس ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان، خاصة في
الوتر منها، سيما ليلتي إحدى وعشرين وسبع وعشرين، وأرجحها ليلة سبع
وعشرين.
فعن عمر رضي الله
عنهما أن رجالاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أروا ليلة القدر في المنام في
السبع الأواخر،
فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: "أرى
رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر، فمن كان متحريها فليتحرها في السبع
الأواخر"