1. الأكل الآلي:
خير مثال على الأكل الآلي ما يقوم به الجنين في رحم أمه من دون وعي أو رغبة. ولكن البعض يواصل الأكل بهذه الطريقة حتى بعد بلوغ سن الرشد. ومثال على ذلك أننا نعود أحياناً إلى المنزل ونقصد البراد مباشرة وبشكل آلي بحثاً عما نأكله حتى من دون أن نغسل أيدينا أو نخلع معاطفنا.
2. الأكل الحسّي:
يبدأ هذا المستوى في الأكل بالتطور ما أن تتطور حواسّنا بعد ولادتنا: وهو يستند إلى ما نفضل من مذاقات وروائح وألوان. وبالرّغم من أن معظم الناس يتبعون هذا المستوى إلا أنه ضار بالصحة مثله مثل الأكل الآلي.
3. الأكل العاطفي:
بالرغم من أن هذه الطريقة في الأكل قد لا تروق لنا، إلا أننا نتبعها حين نخرج برفقة بعض الأصدقاء والأهل بغية إرضائهم. والعشاء على ضوء الشموع مثال على الأكل العاطفي. إلا أن هذا المستوى في الأكل قد يسبب أيضاً تدهوراً في حالتنا الصحية: إنه الأكل لإرضاء الغير.
4. الأكل العقلاني:
يستند هذا المستوى في الأكل إلى النصائح الغذائية التي يقدمها لنا علماء التغذية، وهو أسلوب رائج جداً بين العلماء وأساتذة الجامعات ولكنه بمعظمه غير فعّال نظراً لكلفته المرتفعة والتي تجعله بعيداً عن متناول العامة. أضف إلى ذلك أن بعض النظريات الغذائية خاطئة وضارة.
5. الأكل الإجتماعي:
يتجلّى هذا المستوى الاجتماعي في الأكل عندما نأخذ بعين الاعتبار تكلفة الطعام. مثال على ذلك أن شخصاً يمكنه تحمّل كلفة اللحم والبيض والحليب، لا يكثر من هذه الأطعمة، مساهمة منه في توفيرها للأشخاص الأقل ثراء منه. وإن هذا المستوى في الأكل رائج جداً في المجتمعات الشيوعية والاشتراكية إلا أنه ليس المستوى الأمثل، باعتباره يركز على الكمية لا على النوعية.
6. الأكل الايديولوجي:
والمقصود به العادات الغذائية في بعض الأديان كالتعاليم الغذائية التي أتى بها الأنبياء. ولكن هذه التعاليم زالت تقريباً نظراً لكونها تنحصر في البيئات التي نشأت فيها. فقلّة من المسيحيين مثلاً يأكلون اليوم على طريقة المسيح.
7. الأكل الحُر:
لا نقصد بالأكل الحُر الأكل الفوضوي، بل الأكل بحريّة على نحو منسجم مع نظام الكون. فعلى سبيل المثال إن قمت بزيارة للباكستان أو جنوب أميركا، أفضل ما يمكنك فعله هو الإطلاع على العادات الغذائية لسكان المنطقة المقصودة. وفي ما بعد يمكنك تعديل النظام الغذائي بحسب التغيرات الموسمية واحتياجاتك الشخصية. وبالتالي، المقصود بالأكل الحر القدرة على التكيّف بحريّة مع المحيط مما يوفر للمرء الصحة والسعادة. وإن نظام الكون (الماكروبيوتك) الغذائي يجسّد هذا المستوى في الأكل باعتباره يستند إلى التكيّف مع الطبيعة والكون.
الغذاء الروحي والجسدي
نظراً لتجسيدنا لنظام الكون اللانهائي وعيشنا في زمان ومكان غير محدود، فإن البشر قادرون على أكل كل شيء…
أولاً ووفقاً لطبيعتنا الحيويّة فإننا نأكل معادن الأرض ومياهها وجميع أنواع الحياة البيولوجية، بما فيها النباتات والحيوانات.
ثانياً نستهلك الهواء والجو المحيط بكوكب الأرض وذلك عن طريق التنفس عبر كل من الجهاز التنفسي وكامل سطح الجلد.
ثالثاً نُدخل أنواعاً مختلفة من الموجات والاهتزازات الموجودة حولنا وذلك عبر لاقطات الطاقة وكامل الجسد الذي نحمله…
إن سطح جسدنا يمتص هذه الموجات لنحول بعضا منها إلى موجات إلكترومغناطيسية تدور عبر قناة الطاقة والمسارات الموجودة فيه، وتشحن هذه الموجات أعضاء الجسد وغدده وترليونات من الخلايا فيه، بعملية الشحن هذه نتحرك ونهضم طعامنا ونتنفس ونفكر ونتصرف.
وبهذا ينقسم غذاؤنا إلى قسمين:
-الجسدي (المرئي) (وهو المعادن والمياه والنباتات والحيوانات والهواء)
-الغذاء الروحي (غير المرئي) (وهو الاهتزازات والموجات ومختلف الإشعاعات.)
إننا نهضم الغذاء الجسدي أساساً عن طريق الجهازين الهضمي والتنفسي في الجهة الأمامية من الجسد (أو على السطح الخارجي) بينما نهضم الغذاء الروحي أساساً عن طريق الجهاز العصبي وشبكة مسارات الطاقة في الجهة الخلفية من الجسد (أو عميقاً في داخله)…
وبالنسبة للغذاء الجسدي فإننا نأكله على فترات أما الغذاء الروحي فإننا نأكله باستمرار. كما أن الغذاء الجسدي يتم استهلاكه بقدر محدد ولكن لا حد للغذاء الروحي.
وبين الغذاء الجسدي والروحي، أو الملموس والمحسوس، توجد علاقة متضادة ومتكاملة بينهما من ناحية النوعية والكمية التي نستهلكها.
أولاً، كلما أكلنا الغذاء الملموس أكثر قل الغذاء المحسوس الذي نأكله.
ثانياً، كلما أكلنا غذاءً ملموساً يعتمد على المواد الحيوانية قلت الموجات التي نستقبلها من بيئتنا المحيطة بنا، إن استهلاك المواد الحيوانية يميل إلى الحد من وعينا واستقبالنا من المجال اللامحدود للكون الأزلي.
ثالثاً، كلما أكلنا غذاء يعتمد على النبات زادت الموجات المُستقبَلة، فاستهلاك المواد النباتية يميل إلى توسيع رؤيتنا الفكريّة والروحيّة وتقليل مخاوفنا حيال الأمور البسيطة من العالم المادي.
في الحقيقة لا يمكننا التحكم في كميّة ونوعيّة استهلاكنا للغذاء الروحي بينما نستطيع ذلك في الغذاء الجسدي بدءاً من كيفية زراعته إلى طريقة طهيه، وبتحكمنا بكمية ونوعية الغذاء الجسدي نستطيع أن نغيّر ونقرر كمية الوعي الفكري والروحي الذي نرتقي به وإليه…
كل إنسان منا يمارس حريّته فيما يأكله ويشربه، وبما أن هناك اختلافات بسيطة في أكل كل شخص منّا فإن كل شخص مختلف عن الآخر… فلا يوجد شخصان يأكلان الطعام ذاته أو يمضغان بالطريقة ذاتها… ولكن الأشخاص الذين يأكلون نفس النظام الغذائي عموماً يفكرون ويتصرفون بطرق متشابهة.إلى حدٍّ ما…
وهذا يفسر لماذا بعض الناس أبطأ في حركاتهم والبعض أسرع، بعضهم أكثر عاطفيّة والبعض أكثر فكريّاً، بعضهم أكثر محافظة والبعض أكثر تحرراً… كل إنسان له صفات وعادات فريدة لا تشبه أحداً آخر.
ولتحقيق التوازن بين نشاطاتنا الجسديّة والعقليّة والروحيّة التي نمارسها في حياتنا اليومية لا بد أن نتغذى على نظام غذائي مناسب، نظام يعتمد على التوازن بين طاقتي الذكر والأنثى، أي تجنب المواد الحيوانية التي تُعد طاقة ذكر (أو طاقة انكماش) متطرفة وتجنب السكر والحلويات التي تُعد طاقة أنثى (أو طاقة انفلاش) متطرفة والاعتماد على الحبوب الكاملة (كالأرز والقمح والشعير…) والخضار والبقوليات (كالحمص والعدس والفاصولياء…) الطبيعة التي تُعد طاقة متوازنة بين الاثنتين (الذكر والأنثى)… فالتطرف في أحدهما فقط هو ما يؤدي إلى عدم التوازن وبالتالي يقود إلى المرض والتعاسة، ولكن بتجنّب الأطعمة المتطرّفة نحافظ على صحتنا وتكون نظرتنا للأمور قويّة، عميقة وواضحة. وليس نوع الأكل وحده فقط ولكن الاهتمام أيضاً بنظام الفصول والمبادئ الأخرى للتوازن البيئي لكي نبقى في الوسط يا أمة الوسط… ونحصل على القوة والحيوية الجسدية بالإضافة إلى التوازن الفكري والروحي…