وكشفت الدراسة التي أجريت حول 815 مقيما في دور الرعاية ودامت سبع سنوات، حيث أصيب 131 منهم بالمرض، النقاب عن أن أولئك الذين كانوا يأكلون السمك مرة واحدة في الأسبوع على الأقل تعرضوا لخطر الإصابة بالمرض بمعدل يقل عن 60 بالمائة مقارنة بأولئك اللذين كانوا نادرا ما يتناولن السمك أو لا يتناولونه على الإطلاق.
وقد أرجعت الباحثة مارتا موريس من مركز سانت لوك الطبي في شيكاجو سبب ذلك إلى وجود الحوامض الدهنية غير المشبعة في السمك، المكسرات والزيوت غير الحيوانية وأثرها الوقائي. قالت موريس إن الأحماض الدهنية موجودة كذلك في الغشاء الذي يغطي خلايا الدماغ ويمكن لها أن تحميها من التلف الذي يحدثه الزهايمر.
وقد أظهرت دراسات سابقة أن الغذاء الصحي الغني بالمواد المضادة للأكسدة مثل تلك الموجودة في النبيذ الأحمر ومختلف أنواع الفواكه والخضراوات يمكن أن توقف الزهايمر على الرغم من أن السبب الأساسي للحالة التي تؤثر على ما يقدر بحوالي 12 مليون شخص في جميع أنحاء العالم لا يزال غير معلوم.
وفي مقالة أرفقت بالدراسة، قال روبرت فريدلاند من جامعة كيس وسترن ريزيرف في كليفلاند، إن الغذاء الصحي الذي يحتوي على السمك يساعد في الوقاية من سلسلة من الأمراض وليس الزهايمر فقط على الرغم من تحذيره من الزئبق السام الذي قد يلوث بعض الأسماك .
كتب فريدلاند، "الغذاء الغني بالمواد المضادة للأكسدة والذي يحتوي على القليل من الدهون المشبعة مع كميات كبيرة من السمك، الدجاج ،الفواكه والخضراوات بالإضافة إلى القليل من اللحوم الحمراء ومنتجات الألبان يمكن أن يخفض معدل الإصابة بمرض الزهايمر وكذلك أمراض القلب والسكتة الدماغية.
هذا ومن جانب آخر، قال فريق بحث علمي من جامعة أوكسفورد البريطانية، إنه بصدد إجراء تجربة لمعرفة ما إذا كانت الفيتامينات تساعد في منع الإصابة بمرض الزهايمر أو فقدان الذاكرة.
وألمحت الأبحاث الأخيرة في كل من الولايات المتحدة وبريطانيا إلى أن نقص حمض الفوليك وفيتامين بي 12 في الجسم يساعد على الإصابة بالزهايمر. ويعود هذا إلى اكتشاف أن أحد الأحماض الأمينية توجد بمستويات تركيز عالية في دماء المصابين بالمرض.
كما يوجد ذلك الحامض بمستوى تركيز مرتفع لدى الأشخاص العاديين الذين يعانون من ضعف بسيط في الوظائف الإدراكية مثل رسم الأشكال البسيطة. ولدى هؤلاء الأشخاص استعداد للإصابة بالزهايمر أكثر من غيرهم. ويتكون هذا الحامض الأميني نتيجة لسلسة تفاعلات كيميائية هامة تنشط الأنزيمات خلال عمل الجسم.
ويقوم حامض الفوليك وفيتامين بي 12، بتحويل هذا الحامض إلى منفعة الجسم وإذا حدث نقص في تلك الفيتامينات تزداد كميات الحامض. وتحسنت حالة مرضى يعانون من الزهايمر بعدما قام الدكتور أندرو ماكادون وهو طبيب عام في شمال ويلز بتقليل كميات الحامض النووي عن طريق إعطائهم فيتامينات مضادة للأكسدة.
وبالإضافة لهذا وما يدعم الدراسات السابقة للوقاية من الزهايمر، فقد أكدت دراسة أميركية سابقة أن الدهون الأحادية غير المشبعة في المكسرات والزيتون والأفوكادو تحمل منافع صحية، على نقيض الأنواع الأخرى من الدهون المشبعة في لحم البقر، والزبدة أو الدهون المتحولة في رقائق البطاطا والكعك. وفوق هذا تعمل تلك الدهون على محاربة المخاطر الصحية التي تتسبب بها الأنواع الأخرى.
وأوضحت الدراسة أن الدهون المشبعة والمتحولة تحمل ذرات الهيدروجين التي تعمل على جعل هذين النوعين من الدهون بمثابة مادة صلبة داخل الجسم تتحول بدورها إلى جزء من غشاء الكبد تحد من قدرة الكبد على امتصاص وتصفية البروتين الدهني الضار أو الكولسترول، وبالتالي غلق أي شريان يمر به.
ومن هنا فإن تناول وجبة غذائية غنية بالدهن المشبع يمكن أن يؤدي إلى التعرض للأزمات القلبية والسكتة الدماغية. وعلى النقيض من ذلك فإن الدهون الأحادية غير المشبعة تتحول إلى سائل بفعل درجة حرارة الجسم، وبالتالي فإن تناولها يجعل غشاء الكبد أكثر سيولة ويسمح للكولسترول بالعبور بسهولة إلى الكبد وإلى خارج الجسم، حيث وجد باحثون أن نسبة الكولسترول والدهون الثلاثية قد انخفضت لدى 22 شخصا بعد تناولهم دهوناً أحادية غير مشبعة لمدة 3 أسابيع وبمعدل وصل إلى 14% بالنسبة للكولسترول و13% بالنسبة للدهون الثلاثية.
وفقا لما تشير إليه الدراسات فإن مرض الزهايمر يمكن أن يصيب الشباب أيضا… من مظاهر الإصابة بالزهايمر اضطراب في الذاكرة يبدو على شكل حالة نسيان أو الشعور بالإحباط، والقيام ببعض التصرفات الخاطئة.
ومن المعروف أن اضطراب الذاكرة يحدث بشكل طبيعي مع التقدم بالعمر، ولكن في حالة الإصابة بالزهايمر فإن هذا الاضطراب يأخذ الشكل المرضي. ومن المظاهر التي تتعلق بهذا المرض فقدان حاسة الشم التي تعتبر دليلا مبكرا على المرض.
تؤكد الدراسات الحديثة أن أفضل الطرق لتشخيص الإصابة بالزهايمر تعتمد على إجراء اختبارات الذاكرة وهي أكثر فعالية من تصوير الدماغ. وتجدر الإشارة إلى أن التشخيص المبكر للمرض يساعد على التدخل الطبي ومنع حدوث مضاعفاته والحد من تطور الإصابة.
وقد توصل الباحثون، إلى أن ما يعرف باسم اختبار كاليفورنيا للتعلم اللفظي هو الأكثر فعالية في تحديد وتشخيص المرض، ويفيد هنا الاختبار بطرح عدد من الأسئلة على المرضى وتسجل سرعة المرضى في الإجابة عنها كما يسجل عدد الإجابات الصحيحة.
والجدير بالذكر، يقدر الخبراء الألمان عدد مرضى الزهايمر المعروف بمرض النسيان والخرف في ألمانيا بحوالي مليون شخص . وتفيد الإحصائيات إن قرابة مائتي ألف شخص في ألمانيا يموتون سنويا جراء هذا المرض الذي يبدأ عادة بأعراض عادية كالصداع والشعور بالإجهاد واضطراب التوازن وينتهي بنسيان المريض لموقع منزله أو ينسى اسمه واسماء المقربين منه .
منقول
بس الموضوع جميل ومفيد