تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » الكرز

الكرز 2024.

  • بواسطة
لازالت هناك عباره عالقه في ذهني وذاكرتي تقول :" إن الخداع في الحب أبشع وهم مدمر لأنه خساره لا تعوض لا في الزمن ولا في الأمل " .. إنها الحقيقه المره والموجعه والمفجعه فالخيانه خساره لا تعوض أبدا فكل العطاءات عند الخيانه تتمزق وتنتهي إنتحارا فماقيمه كل الأشياء والشخص الوحيد الأقرب منا أنى كنا الأقرب حتى من جلدنا يخون .. نمنحه زهره الحب فتتحول في يده الى خنجر يطعننا بها ، علمناه كيف يحبنا وعلمنا كيف نكرهه .

كم هو مفجع أن يكتشف المرء خيانة من يحب له وأن يفقد بعدها القدره على الحب والتصديق به . فلقد سئل أديب عن الجحيم ؟ فقال : إنه فقدان القدره على الحب .
وكم هو مفجع ان يبلغ المرء مرحلة يفقد فيها قدرته على تصديق أي شئ .. أي شئ على الإطلاق .
لكن لابأس ياصديقي .. فالمثل الألماني يقول لك :" لايوجد حزن مهما عظم لا يخفيه الزمن " وهكذا هو حال الدنيا دائما وأبدا والإمام الشافعي يقول :"
فما كل من تهواه يهواك قلبه ………… ولا كل من صافيته لك قد صفا
والمثل الفولندي القديم يقول أيضا :" إن الإنسان لايخدع إلا من يثق به " وهذا صحيح لأن من يتشكك فينا يصعب عاده علينا خداعه أما من يثق فينا فهو للأسف من ننجح في خداعه غالبا إعتمادا على هذه الثقه . وليس من العار ياصديقي أن يحب الإنسان من لايبادله الحب وليس عيبا أن نكتشف ذات لحظه والسماء تصب المساء في عروق الدروب وأسوار المنازل أن الحبيب الذي طالما أحببناه بصدق وعمق يخدعنا ويغدر بنا لكن الخطأ الحقيقي هو أن نبتذل أنفسنا في طلب محبه وموده من لا يحفظون لنا الحب والود . لكن السؤال الشاهق الإرتفاع : متى يصل المرء الى هذه اللحظه الفاصلة من القناعة النهائية والتامة بأن يوصد الأبواب والنوافذ بما فيها منافذ مشاعره أمام من يحب ؟
الواقع أن هذه اللحظه تأتي من تلقاء ذاتها تلقائيا فاذا كان العقل لا يستوعب فكره الموت العادي ودفن الجسد في التراب فإن القلب لايستوعب فكره موت العاطفه ودفنها بين الضلوع .. ففي لحظه ما وهي عاده ليست لحظه الغضب بل لحظه صفاء وقرأه عميقه للذات وللجرح وللذكريات وللخيبه والحرمان يجد المرء نفسه وقد وصل به قطار التأمل لأعماق النفس والحس الى قرار نهائي بالتوقف عن العطاء والبذل على الرغم من كون الحب ولاسيما الحب الكبير يظل خطرا حتى وهو يحتضر مخيفا حتى في لحظات موته .. ففي لحظه حاسمه ومصيريه يقرر المرء أن يخرج الحبيب من قلبه ولأول مره كي يراه بوضوح تام .. حينئذ يصل الى قناعه نهائيه تامه تامه بان الكلمات لن تغير شيئا ولن تشعل النار في المدفأه البارده ولن تعيد الحياه الى الزهور الذابلة في الإناء .. كل شئ مضى .. فالريح لن تدق على النافذه مره أخرى .
ولعل من أجمل القصص التي تحكي عن كيفيه الشفاء من حب شئ تتعلق به النفس قصه جميله ل " زوربا " بعنوان " الكرز " ومؤدها أن شخصا كان يحب الكرز وقرر أن يشفى من ولعه وحبه للكرز بأن يأكل منه كثيرا كثيرا كثيرا حتى يتقيأه ومن ثم يعامله كأي فاكهة أخرى ونجحت الطريقه وشفى من ولعه بالكرز ومن ثم طبق هذه النظريه مع كل الأشياء والأمور التي يشعر بأنها تسيطر عليه وتغلبه .. وهذا مايجب أن تفعله هنا ياصديقي فبدلا من الهروب من الذكريات والحنين ومحاولة الإنشغال عنها حاول أن تجلس مع ذاتك قليلا واسترجع كل التفاصيل التي على البال حتى تشعر بالغثيان والحزن والعذاب ومن ثم رميها في بحر النسيان بدلا من ان تبقى معلقه ومتوقده من حين الى آخر ومن موقف الى آخر تعذبك وتوجعك وترهقك ……..
حاول أن تتعامل مع هذا الحبيب الخائن كما فعل صاحب الكرز حتى تستطيع أن تعامله مثل بقيه البشر مثلما أستطاع هو ان يعامل الكرز مثل بقيه الفواكه .

محبتي

شجاع

شكراً لك اخي الكريم على هذه المشاركه الرائعه جدا :clap::clap::clap::clap:

أخي الكريم والأستاذ شجاع القحطاني

كلامك في قمة العقلانيه

فابلفعل الهروب من الماضي أو الحظات المريره ماهي ألا طريقه تخلف ورائها ردود عكسيه بحيث أن هذا الهروب يجعل من الذكرى أكثر ثباتا وقد لاتزول بسرعه

ولاكن حينما نسترجع هذه اللحظات ونقلبها في كل حين سوف نمل منها ونرميها في مخلفات النسيان

وقد يكون هذا المثل الفولندي ( إن الإنسان لايخدع إلا من يثق به )

حاصل وللأسف في وقتنا الراهن برغم قدم هذا المثل

ولاتحرمنا من جديدك وتواصلك الرائع

ولك مني كل التقدير والأحترام

تحيااااااااتي

عزيزتي : امراه مهزومه
تحيه طيبه
اشكرك كثيرا كثيرا على مرورك الجميل والاصيل
ولكن
هل هناك حقا في هذا العالم امرأه مهزومه ؟
ومن ياترى كسر كبرياء هذه الانثى ؟
تراه الزمن ام الناس ام الذات ؟
احيانا يطيب لي تأمل الاسماء المستعاره لأنها تحمل
شيئا من شخصيه واحساس وتفكير صاحبها
امرأه مهزومه ……
اعتذر عن هذا الفضول
لكنها مجرد تداعيات حينما قرأت اسمك المستعار
مودتي
شجاع
اخي اسمحلي ان ارد عنها

ومن يكسر كبرياء المراه غير الرجل ؟؟؟؟

وفعلا دائما اتامل الاسماء وارسم لها شخصيات …..

عروسعروس

مشكور على الكرز…….

اما ……….
متى يصل المرء الى هذه اللحظه الفاصلة من القناعة النهائية والتامة بأن يوصد الأبواب والنوافذ بما فيها منافذ مشاعره أمام من يحب ؟
فهذا المقطع من الموضوع هو

الذي حلب دموعي من مأأأأأقي :confused::confused:

لانهالاستمرار في علاقه فاااشله ….اسهل من الخروج منها

شكرا مرة اخرى ……..

تسواهن بنت جابر عثرات الكرام

(a)(a)(a)


أستاذي الفاضل والفيلسوف المبدع شجاع
هنا وقفت أما قصة من أعجب ما قد يـُقرأ أو يـُسمع
أستمتعت مع هذه الفلسفة التي قد تفيد في كثير من المواقف في حياتنا وقد تطال الحب الذي لو اسرفنا في تذكره مراراً وتكراراً لأصبح لدينا كأي موضوع عادي يمر فلا يؤثر ذلك التأثير القوي ..
إلا أن الحب في بعض الأحيان يصعب التغلب عليه ومقاومته حتى بهذه الطريقة خاصة عندما يتمكن من الشخص تمكناً كبيراً بحيث يصبح شغله الشاغل
ولا أخفي عليك فأنا قد رأيت بأم عيني من دُمرت حياتهم بسبب الحب ولا يزالون يعانون من ويلاته
هنا سأتوقف وأعود لأستمتع بالقراءة من جديد فكل حرف في هذه الفلسفة ينبض بالمعاني القيمة
تقبل تحياتي وفائق إحترامي وتقديري

عزيزتي : المرتحله
تحيه طيبه
سعيد للغايه ياسيدتي بهذه الفلسفه الجميل والاصيله
التي نثرتيها هنا .. واتفق معك ان الطريقه هنا ربما تكون قاسيه احيانا
على النفس والحس لكنها مجرد تداعيات وجدتها ربما تكون ملائمه
مع نسق القصه ……
تحياتي
شجاع
أشكرك أستاذ شجـــاع

رائـــع ما كتبت , أتمنى أن تكون كل ما هو صعب نسيانه مثل تجربة الكرز بس لا توصل الى مرحلة الهروب من مواجهة الوقع والتفاعل …..

أشكرك أستاذ شجـــاع

رائـــع ما كتبت , أتمنى أن تكون كل ما هو صعب نسيانه مثل تجربة الكرز بس لا توصل الى مرحلة الهروب من مواجهة الوقع والتفاعل معه …..

عزيزتي : مملكه القلوب
تحيه عطره وزكيه
اعجبتني كثيرا كثيرا حروفك الدافئه
وتعليقك الممتلئ طيبه ووداعه
شكرا لمرورك / عطورك
مودتي
شجاع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.