من جانبه يقول الدكتور غلين أوستر، الباحث الرئيس في الدراسة، "إن أفكارنا وعواطفنا تؤثر على العمليات الحيوية في أجسامنا، والجيد في الأمر أننا نملك شيئاً من السيطرة والقدرة على التوجيه لنوعية الأفكار والعواطف".
وأضاف اوستر في دراسته المنشورة ضمن عدد سبتمبر ـ أكتوبر من مجلة الطب العضوي النفسي، بأن "الدلائل تشير إلى أن إيجابية الشعور بالعواطف تعمل على مساعدة جسم الإنسان في حفظ التوازن لتفاعلات واستجابات الأنظمة الكيميائية والعصبية ما يُمكن الإنسان من التعامل بشكل أفضل مع حالات التوتر النفسي التي قد يمر بها".
وللتحري عن حقيقة تأثير الشعور بالسعادة والرضا على الجسم، وعلاقته بمقدار ضغط الدم أيضاً، قام فريق البحث بإجراء دراسة مسح إحصائي شملت 2654 شخصا، نصفهم من الإناث، ومعدل أعمارهم 72.5 سنة، وأجابوا على جملة من الأسئلة التي بمحصلة الإجابات عليها يُحدد الأطباء عادة مستوى الشعور بإيجابية المشاعر، ضمن معيار يتراوح ما بين 0 إلى 12 نقطة.
ولاحظ الباحثون من النتائج أنه كلما ارتفع مؤشر الشعور بالإيجابية، لدى إنسان ما، انخفض مقدار ضغط الدم لديه، ولاحظوا أمراً أخر مهما، وهو أن تأثير الإيجابية في خفض مقدار ضغط الدم يكون أعلى وأوضح لدى من لا يتناولون أية أدوية لعلاج ارتفاع ضغط الدم، مع العلم بأنهم أكدوا أيضاً أن للشعور بالإيجابية تأثيرا مهما في خفض ضغط الدم لدى من يتناولون أدوية لمعالجة ارتفاعه، ما يعني أن الشعور بالإيجابية عامل مستقل، لديه بذاته القدرة على خفض ضغط الدم، وهو ما يبدو بشكل جلي حينما لا يتناول المرء أدوية خفض ضغط الدم.
لذا يقول الباحثون "إن على الأطباء النظر بجدية إلى نوعية مشاعر كبار السن، وخاصة من لديهم ارتفاع في ضغط الدم، وجعل أحد أهدافهم العلاجية واستراتيجياتهم العمل على حث الشعور بالإيجابية لدى مرضاهم ممن هم مصابون بارتفاع في ضغط الدم كإحدى الوسائل العلاجية المساعدة.
ربي يسعدك ويفرج همك وينولك مرادك
اختك في الله