ضحايا الضغط النفسي 2024.

ضحايا الضغط النفسي … القلب والكوليسترول السيء

الحياة – 30/11/06//

كلنا، من دون استثناء، معرضون للضغط النفسي، الذي ليس وليد هذه الأيام، فأجدادنا أيضاً كانوا من ضحاياه، ولكن شتان بين هذا الضغط وذاك، فإنسان اليوم يواجه انزعاجات يومية متكررة تترك آثاراً سلبية ونفسية وحتى سلوكية عليه، يمكن أن ايجازها في ثلاث مجموعات:

المجموعة الأولى: وهي عوارض وعلامات جسدية، تشمل:

– زيادة ضربات القلب.
– ارتفاع أرقام ضغط الدم.
– أوجاع في الرأس.
– آلام في العضلات.
– آلام في الصدر.
– اضطرابات في التعرق.
– برودة الأطراف.
– تعب غير مبرر.
– اضطرابات في النوم.
– شعور بجفاف في الحلق.
– اضطرابات هضمية (امساك، اسهال، انتفاخ في البطن…).

المجموعة الثانية: وهي عوارض وعلامات نفسية:

– شعور باليأس وفقدان الأمل.
– كآبة وحزن.
– خوف وقلق.
– عدم الثقة بالنفس.
– سرعة الغضب والحساسية.
– الاحساس بخطر الموت.
– بطء التفكير وقلة سرعة البديهة والبلادة.

المجموعة الثالثة: وهي عوارض وعلامات سلوكية:

– الشراهة في الطعام، أو على العكس قلة الشهية.
– العزلة.
– تفادي المسؤولية أو التهرب منها.
– فقدان الصبر.
– المماطلة والتسويف.
– الإهمال وعدم العناية بالصحة.
– اضطرابات في العلاقات الاجتماعية والعائلية والجنسية.
– التقاعس عن القيام بالعمل كما يجب.
الضغط النفسي قد يكون الولاعة التي تشعل الإصابة بالكثير من الأمراض العضوية، مثل القرحة الهضمية، وأعراض القولون، وضيق التنفس، وارتفاع ضغط الدم، والأمراض القلبية، وفي خصوص هذه الأخيرة، أثبتت الأبحاث أن الذين يعانون الضغط النفسي، هم أكثر عرضة لتلك الأمراض حتى ولو لم يصابوا بها سابقاً، وعلى ما يبدو فإن الضغط النفسي يسهم في اطلاق رسائل بيولوجية بين القلب والدماغ تتمخض عنها اضطرابات تؤثر سلباً في صحة القلب.
والضغط النفسي لا يدفع الى الاصابة بأمراض القلب وحسب، بل انه يلعب دوراً في التعجيل بالوفاة. فالعلماء أوضحوا أن معدل الوفيات بين مرضى القلب الذين يرزحون تحت نير الضغط النفسي هو أعلى ثلاث مرات مقارنة مع أقرانهم المرضى الذين لم يقعوا تحت وطأته، ولا غرابة في الأمر اذا علمنا ان الضغط النفسي يقود الى سلسلة من التغيرات، مثل زيادة تقلص الأوعية الدموية، وارتفاع أرقام ضغط الدم، والخفقان، وهذه العوامل من شأنها أن تجعل القلب يطلب المزيد من الأوكسيجين، وبما أن تأمين هذا الأخير غير ممكن بالكميات المطلوبة، من هنا فإن خطر الوفاة بالأزمة القلبية يصبح وارداً جداً.
والضغط النفسي قد يكون عاملاً مشجعاً على ارتفاع الكوليسترول السيئ في الدم، أو على تفاقمه في حال وجوده، وفقاً لدراسة صدرت العام الماضي عن باحثين بريطانيين في جامعة لندن، وقد برر هؤلاء آلية حدوث ارتفاع الكوليسترول السيئ الضار للقلب والشرايين، بثلاثة تفسيرات:
الأول: هو أن الضغط النفسي يحرض الجسم أو في شكل أدق، الكبد على افراز المزيد من الكوليسترول السيئ.
والثاني: انه يعرقل من قدرة الجسم على التخلص منه.
والثالث: اطلاق كميات كبيرة من المركبات التي ترفع نسبة الكوليسترول السيئ. مثل الانترلوكين، وعامل تحلل الأورام، والبروتين التفاعلي.
وحتى جهاز المناعة في الجسم لا يسلم من تأثير الضغط النفسي منه، واذا أخذنا بما قاله باحثون استراليون، فإن الجسم يفرز هورموناً في مراحل الضغط النفسي يؤثر في جهاز المناعة ويفسح المجال لوقوع أمراض بسيطة كالرشح، أو أمراض خطيرة كالسرطان.
إن الإنسان يتعرض يومياً للضغط النفسي، فهو جزء لا يتجزأ من حياته اليومية، لا بل ان العالم وولف وصف الضغط النفسي بأنه حالة نفسية مستمرة عند الكائن الحي توحي له بعدم امكان تحاشيها. قد يكون الضغط النفسي ايجابياً، أي أنه يقود الى خلق تغيرات وتحديات تعود بالنفع على صاحبه بحيث تزيد من حسن أدائه وتدفعه الى المزيد من الثقة بنفسه، أو قد يكون سلبياً، فيترك وراءه زوبعة من العوارض والعلامات الجسدية والنفسية والسلوكية، قد تكون عابرة، أو قد تلازم المصاب كظله، معرِّضة اياه لمشاكل صحية واجتماعية.

نصل الى بيت القصيد، وهو كيفية مواجهة الضغط النفسي؟

قبل كل شيء لا بد من التعرف على هوية المصدر الذي يؤدي الى الضغط النفسي، فهناك مصادر معروفة يمكن الاستدلال عليها بسهولة، مثل وجود نزاع عائلي، أو مرض، أو حدوث وفاة، أو أزمة مالية، أو أشياء تتعلق بالعمل، أو المناوبات الليلية، أو الطلاق، أو زحمة السير، أو الفشل في تحقيق انجاز ما وغيرها. ولكن لسوء الحظ، هناك مصادر خفية للضغط النفسي، قد تكون مؤذية تماماً كما هي المصادر المعلنة إن لم تكن أكثر.
وفي كل الأحوال، ومهما كانت مصادر الضغط النفسي علنية أو خفية، فإن هناك خطوات لا بد منها للتقليل من آثارها، وتشمل:
– النوم ثم النوم، فهو يعطي الجسم الفرصة لتجديد قدراته الجسمانية والعقلانية. ليس هناك أسوأ من النوم القليل، فهو نافذة لشل قدرات الجسم كلها، خصوصاً تلك المتعلقة بمواجهة الضغط النفسي.
– تجنب القلق في شأن أشياء لا يمكن السيطرة عليها مثل أحوال الطقس مثلاً.
– الاستعداد جيداً وقدر المستطاع لمواجهة المصادر المسببة للضغط النفسي، مثل المرور في امتحان ما، أو التقدم لنيل وظيفة.

– وضع جدول أعمال يسمح بالتعامل بمرونة مع الأمور غير المتوقعة، وحبذا لو استُبدلت المهمات المسببة للضغط النفسي، بأخرى تؤمن المزيد من الاسترخاء. كما يجب أن يتضمن جدول الأعمال أوقات فراغ يومية وأسبوعية لممارسة الهوايات المفضلة.
– حل الخلافات مع الآخرين من أقرباء وأصدقاء وغرباء.
– مواجهة التغيير كنوع من التحدي الايجابي وليس كنوع من التهديد.
– رسم الخطط لأهداف واقعية في البيت والعمل.
– ممارسة التمارين الرياضية المنتظمة، لأنها تعتبر وسيلة ممتازة لتحسين المزاج وزيادة الطاقة والحيوية، وهذه كلها دعائم جوهرية لمواجهة الضغط النفسي.
– ممارسة رياضة اليوغا، فالبحوث أوضحت انها تقلل من مستوى هورمون الكريتزول في الدم، الذي يعرف بهورمون الغضب والتوتر والضغط النفسي.
– بناء نظام معيشة متوازن يشمل كل جوانب الحياة.

يسعدني ان اكون اول من يرد على موضوعج
الرائع والشيق
مشكورة الغالية على الطرح

الموضووووع روعه تسلمين فديتج

تسلمين ع الموضوع .. رائع جداا
لا عدمناج

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.